انتفضت المنصات الرقمية العربية غضبا بعد جريمة مروعة راح ضحيتها شاب مسلم داخل مسجد في فرنسا، التي تشهد تناميا في ظاهرة كراهية المسلمين بالبلاد.

وذهب أبو بكر سيسيه، وهو شاب مسلم فرنسي من أصول مالية، ضحية جريمة القتل، التي وثقتها كاميرات مسجد “خديجة” في بلدة لا غراند- كومب بإقليم لو غار جنوبي فرنسا.

وكان أبو بكر (22 عاما) يعيش في المنطقة منذ سنوات، وعرف لدى أهل البلدة بطيبته وهدوئه وتدينه، وحرص في صباح كل يوم جمعة على تنظيف مسجد البلدة قبل قدوم المصلين إليه.

وبينما كان أبو بكر ينظف المسجد كعادته يوم الجمعة (25 أبريل/نيسان الجاري)، دخل عليه شاب يُدعى أوليفييه، وهو فرنسي من أصل بوسني، ليس من أهل المنطقة ولم يدخل هذا المسجد من قبل.

وتبادل الطرفان الحديث، ثم طلب أوليفييه من أبي بكر أن يعلمه كيفية الصلاة، وهو ما استجاب له الأخير، وبعدما سجد، طعنه أوليفييه بسكين 50 طعنة في أجزاء متفرقة من جسده، وأرداه قتيلا.

ووثَّق القاتل أيضا جريمته بهاتفه الشخصي، وكان يتلفظ بعبارات مسيئة ومعادية للإسلام، كما سب الذات الإلهية، وتباهى بجريمته بقوله “لقد فعلتها”، وإنه سيكررها مع آخرين، قبل أن يلاحظ كاميرات المراقبة في المسجد، ليلوذ بالفرار.

بدورها، وجهت النيابة الفرنسية له تهمة القتل مع سبق الإصرار والترصد، وقالت في تحقيقاتها الأولية إن الدافع وراء الجريمة هو الإسلاموفوبيا والكراهية والعنصرية.

وعلق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على الجريمة -في تغريدة على حسابه- قائلا: “لا مكان في فرنسا للعنصرية والكراهية القائمة على الدين. حرية العبادة في فرنسا مصونة، وغير قابلة للانتهاك”.

وعلى مستوى الشارع، خرج المئات من أهل البلدة في مسيرة لتكريم الضحية أبو بكر وإدانة جريمة طعنه البشعة، وأعلنوا رفضهم للكراهية.

وكذلك، تجمع متظاهرون في ساحة الجمهورية بالعاصمة باريس للتنديد بتنامي ظاهرة كراهية المسلمين في فرنسا، واتهموا أطرافا سياسية وإعلامية بتنمية مشاعر الكراهية والتحريض على المسلمين لغايات انتخابية، كما اتهموا السلطات بالتخاذل في محاربة خطاب الكراهية ضد المسلمين.

غضب عارم

ورصد برنامج “شبكات” -في حلقته بتاريخ (2025/4/28)- جانبا من التعليقات الكثيرة التي اجتاحت منصات التواصل العربية غضبا من جريمة طعن وقتل الشاب المسلم أبو بكر في فرنسا.

وفي هذا الإطار، قال حاتم آل قنائي في تغريدته: “لا بد من النظر في هذا الإرهاب الغاشم الذي يتعمد استهداف المسلمين. هذه الموجة من العنف ينبغي التصدي لها بحزم واضح”.

وقال حمدي بلجدي إن “حرية المعتقدات الدينية مكفولة في أي مكان”، مضيفا “ما شهدنا شيئا محزنا جدا في مكان عبادة أسوأ من تعرض شخص لطعن بـ50 طعنة سكين في المسجد”.

أما حساب “حي بن يقظان”، فقال إن “وسائل الإعلام تجاهلت خلفية القاتل الدينية، وتجاهلت الشحن العنصري المؤدلج لوسائل الإعلام الغربية، والخطاب الحكومي الكريه في بث الكراهية ضد المسلمين”.

وسلط حسن هيلان الضوء على الفارق في التعامل مع الجريمة في حال وقعت داخل كنيسة لا مسجد، وقال في هذا السياق: “لو قام بهذا الجرم مسلم داخل كنيسة ببلد إسلامي لقامت الدنيا، وبدأت الصيحات والمطالبة بإدراج البلد بقائمة الدول الراعية للإرهاب”.

بدوره، لفت منصور الأسيوطي إلى تنامي ظاهرة كراهية المسلمين في فرنسا، وقال إن هذا البلد الأوروبي “يحارب المسلمين منذ زمن طويل، ويفبرك الشائعات الدينية على المسلمين والمقاومة الإسلامية، ولدى مواطنيها عنصرية للعروق والدين”.

يشار إلى أن الجاني سلّم نفسه -بعد 3 أيام من الجريمة البشعة- إلى الشرطة الإيطالية في مدينة بيستويا، فجر اليوم الاثنين، ويجري حاليا استجوابه تمهيدا لتسليمه للسلطات الفرنسية.

شاركها.