تواجه المؤسسات في جميع أنحاء العالم خطرًا متزايدًا بسبب البنية التحتية الرقمية القديمة، بما في ذلك أجهزة التوجيه والمحولات وشبكات التخزين المرفقة. غالبًا ما يكون الاحتفاظ بهذه الأجهزة القديمة قيد التشغيل أرخص وأسهل على المدى القصير، ولكنها قد تحتوي على تكوينات غير آمنة، كما أن الشركات المصنعة غالبًا ما تتوقف عن دعمها بتحديثات الأمان. مع سهولة الوصول إلى منصات الذكاء الاصطناعي التوليدي، أصبح من الأسهل للمهاجمين العثور على نقاط الضعف واستغلالها، مما يزيد من أهمية معالجة مشكلة البنية التحتية القديمة.

أطلقت شركة Cisco، وهي شركة رائدة في مجال تكنولوجيا الشبكات، مبادرة جديدة تهدف إلى رفع مستوى الوعي حول هذه القضية وتعزيز التحسينات، ليس فقط في أجهزتها القديمة ولكن أيضًا في منتجات الشركات الأخرى المستخدمة على نطاق واسع. تأتي هذه الخطوة في وقت تتزايد فيه الهجمات السيبرانية التي تستهدف نقاط الضعف المعروفة في الأنظمة القديمة، مما يؤكد الحاجة الملحة إلى تحديث البنية التحتية الرقمية.

أهمية تحديث البنية التحتية القديمة

وفقًا لـ Anthony Grieco، كبير مسؤولي الأمن والثقة في Cisco، فإن البنية التحتية القديمة لم يتم تصميمها لمواجهة التهديدات الأمنية الحالية. إن عدم تحديث هذه الأنظمة يخلق فرصًا للمهاجمين لاستغلال نقاط الضعف المعروفة. هذا الخطر يزداد مع تطور تقنيات الهجوم، مثل تلك التي تسهلها منصات الذكاء الاصطناعي التوليدية.

مخاطر محددة للبنية التحتية القديمة

تشمل المخاطر الرئيسية المرتبطة بالبنية التحتية القديمة ما يلي: التكوينات غير الآمنة، ونقص تحديثات الأمان، وعدم التوافق مع التقنيات الحديثة. هذه العوامل يمكن أن تجعل الأنظمة عرضة للاختراق وسرقة البيانات وتعطيل الخدمات. بالإضافة إلى ذلك، قد يؤدي استخدام الأجهزة القديمة إلى مشاكل في الأداء وعدم الاستقرار.

أظهر بحث أجرته شركة WPI Strategy، وهي شركة استشارية بريطانية، بتكليف من Cisco، أن المملكة المتحدة (يليها الولايات المتحدة عن كثب) تواجه أكبر قدر من المخاطر النسبية من الاستخدام الواسع النطاق للتكنولوجيا القديمة في القطاعات الرئيسية مثل الطاقة والنقل. يُعزى ذلك إلى مستويات متفاوتة من الاستثمار في التحديثات والأمن السيبراني عبر مختلف القطاعات.

في المقابل، أشار التقرير إلى أن اليابان لديها أدنى مستوى من المخاطر النسبية، ويرجع ذلك إلى تركيزها القوي على التحديثات المستمرة، واللامركزية في البنية التحتية الحيوية، والاهتمام الوطني المتزايد بالمرونة الرقمية. هذا يدل على أن الاستراتيجيات الاستباقية يمكن أن تقلل بشكل كبير من المخاطر المرتبطة بالبنية التحتية القديمة.

مبادرة Cisco للتحسين ورفع الوعي

تتضمن مبادرة “Resilient Infrastructure” التي أطلقتها Cisco ثلاثة عناصر رئيسية: البحث، والتواصل مع الصناعة، والتغييرات الفنية في إدارة منتجاتها القديمة. تهدف هذه العناصر إلى مساعدة المؤسسات على فهم المخاطر المرتبطة بالبنية التحتية القديمة واتخاذ خطوات لتخفيفها.

ستبدأ Cisco في إطلاق تحذيرات جديدة لمنتجاتها التي تقترب من نهاية عمرها الافتراضي. سيتم توجيه هذه التحذيرات إلى العملاء الذين يقومون بتشغيل تكوينات غير آمنة معروفة أو يحاولون إضافتها. يهدف هذا الإجراء إلى توفير إشعار واضح وصريح بالمخاطر المحتملة أثناء عملية تحديث الجهاز.

وعلاوة على ذلك، تخطط Cisco لاتخاذ خطوة أبعد من خلال إزالة الإعدادات التاريخية وخيارات التشغيل البيني التي لم تعد تعتبر آمنة. هذا يمثل تحولًا كبيرًا في كيفية إدارة الشركة لمنتجاتها القديمة، حيث تسعى إلى إزالة أي إمكانية لاستغلال نقاط الضعف المعروفة.

يعتقد Eric Wenger، مدير أول لسياسة التكنولوجيا في Cisco، أن الوضع الراهن له تكلفة حقيقية، لكنها لا يتم حسابها بشكل صحيح. ويرى أن رفع مستوى هذا الخطر ليصبح قضية تهم مجالس الإدارة يمكن أن يؤدي إلى زيادة الاستثمار في تحديث البنية التحتية. وأضاف أن الصناعة بشكل عام لا تجعل الأمر صعبًا بما يكفي على المهاجمين.

الأمن السيبراني والمرونة الرقمية

تؤكد Cisco على أن مبادرتها ليست مقتصرة على منتجاتها الخاصة، بل تهدف إلى تعزيز الأمن السيبراني والمرونة الرقمية على نطاق أوسع. تدرك الشركة أن التعاون بين مختلف الشركات والمؤسسات أمر بالغ الأهمية لمواجهة التحديات الأمنية المتطورة باستمرار. ويشمل هذا التعاون تبادل المعلومات حول التهديدات ونقاط الضعف، وتطوير أفضل الممارسات لتأمين البنية التحتية الرقمية.

يرتبط تحديث البنية التحتية القديمة بشكل مباشر بمفاهيم مثل **الأمن السيبراني** و **التحول الرقمي**. إن الاستثمار في التكنولوجيا الحديثة وتحديث الأنظمة القديمة ليس مجرد حاجة أمنية، بل هو أيضًا عامل تمكين للابتكار والنمو الاقتصادي.

من المتوقع أن تعلن Cisco عن مزيد من التفاصيل حول مبادرة “Resilient Infrastructure” في الأشهر القادمة، بما في ذلك خططها لتوسيع نطاق البحث والمشاركة مع الصناعة. من المهم مراقبة تطورات هذه المبادرة وتقييم تأثيرها على الأمن السيبراني والمرونة الرقمية للمؤسسات في جميع أنحاء العالم. كما يجب على المؤسسات البدء في تقييم بنيتها التحتية الحالية وتحديد الأجهزة والأنظمة التي تحتاج إلى تحديث أو استبدال.

شاركها.