انتهى، اليوم الاثنين، احتفال المستوطنين بعيد الأنوار اليهودي (الحانوكاه) الذي استمر ثمانية أيام، وشهد اقتحامات متزايدة للمسجد الأقصى. وبلغ عدد المقتحمين 2805 مستوطنين على مدار ستة أيام، مع تأمين شرطة الاحتلال هذه الاقتحامات. وتأتي هذه الاقتحامات في إطار تصعيد مستمر يثير قلق الفلسطينيين والجهات المعنية.
بدأت الاقتحامات يوم الاثنين الموافق 15 ديسمبر/كانون الأول، وشارك فيها 276 مستوطناً. وتوالت الأعداد على النحو التالي: 370 يوم الثلاثاء، و339 يوم الأربعاء، و447 يوم الخميس، و917 يوم الأحد، وصولاً إلى 456 مقتحماً اليوم الاثنين. وقد سجلت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس ارتفاعاً بنسبة 9.7% في عدد المقتحمين مقارنة بعام 2024، حيث بلغ العدد 2556 مقتحماً خلال نفس الفترة.
أبرز الانتهاكات خلال عيد الأنوار في الأقصى
تمنع شرطة الاحتلال حراس المسجد الأقصى من توثيق الانتهاكات، وتفرض قيوداً على دخول الصحفيين. لذلك، تعتمد الروايات على ما تنشره جماعات الهيكل ونشطائها على وسائل التواصل الاجتماعي. وقد كشفت هذه المصادر عن عدة انتهاكات خلال فترة العيد.
طقوس دينية استفزازية
أدخل المستوطنون مجسماً خشبياً لشمعدان صغير مزين بشمعتين، بهدف إقامة طقوس إشعال الشموع داخل المسجد الأقصى. وتكرر هذا الإجراء مرتين خلال أيام العيد. بالإضافة إلى ذلك، أدخل المقتحمون لفائف “التيفلين” وأوشحة “الطاليت” الخاصة بالصلوات والطقوس الدينية اليهودية.
أداء صلوات خاصة
أدى المستوطنون صلوات “بركات الكهنة” وطقس “السجود الملحمي” في ساحات المسجد. ويُعتبر “السجود الملحمي” تعبيراً عن الخضوع الكامل، وهو ما يثير استياء الفلسطينيين.
اقتحام من قبل شخصيات دينية بارزة
اقتحم المسجد عدد من الحاخامات البارزين، من بينهم “إليشع وولفسون” حاخام “مدرسة جبل الهيكل الدينية” و”دوف ليئور” رئيس مجلس حاخامات الضفة الغربية. ويأتي هذا في سياق جهود متواصلة لفرض السيطرة الدينية على الأقصى.
احتفالات صاخبة وأعلام مثيرة للجدل
نظم المستوطنون حلقات غناء ورقص صاخبة في الساحات الشرقية للمسجد الأقصى للاحتفال بـ “معجزة الأنوار”. كما أدخلوا أعلام الهيكل المزعوم، والتي غالباً ما تُرفع خلال مسيرة الأعلام السنوية في القدس.
محاولات لإشعال الشموع وتنظيم مسيرات
في مساء السبت الماضي، أشعل المستوطنون شموع “الحانوكاه” ونفخوا في البوق في ساحة الغزالي أمام باب الأسباط. كما حاولوا تنظيم مسيرة حول أبواب المسجد الأقصى، حاملين أعلام “الهيكل”، لكن الشرطة الإسرائيلية منعتهم من ذلك لعدم حصولهم على ترخيص.
وتزامنت هذه الانتهاكات مع تضييق الشرطة الإسرائيلية على المصلين الفلسطينيين، ومنعهم من دخول المسجد، خاصة الشباب. كما يأتي هذا العيد في وقت يقضي فيه العديد من الفلسطينيين من القدس والداخل المحتل عقوبات الإبعاد عن المسجد الأقصى، والتي غالباً ما يتم تجديدها.
حرب على الأقصى وتصعيد محتمل
عقد مؤتمر حاخامي في غرب القدس خلال عيد الأنوار لمناقشة سبل تأسيس “الهيكل” مكان المسجد الأقصى. شارك في المؤتمر حاخامات وجنرالات متقاعدون من الجيش الإسرائيلي، مما يعكس الدعم المتزايد لهذا المشروع من قبل أطراف مؤثرة في المجتمع الإسرائيلي. هذا التصعيد يثير مخاوف بشأن مستقبل المسجد الأقصى.
في المقابل، فشلت مسيرة “المكابيين” التي دعت إليها الجماعات المتطرفة. وعثرت الشرطة الإسرائيلية على عصي وأعلام لحركة “كاخ” المتطرفة في مركبات المشاركين، مما يشير إلى محاولات لإثارة الفتنة. ومع ذلك، فإن هذا الفشل لا يعني نهاية التهديدات.
مع انتهاء عيد الأنوار، تتجه الأنظار الآن إلى شهر رمضان وعيد الفصح اليهودي القادمين. من المتوقع أن تشهد هذه الفترات تصعيداً في التوترات والاقتحامات، خاصة وأن العديد من الفلسطينيين لا يزالون ممنوعين من دخول المسجد الأقصى. يجب مراقبة التطورات عن كثب، وتقييم المخاطر المحتملة على المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية.






