احتفل معهد الدراسات الفنية للقوات البحرية بالدمام، يوم الأحد الموافق 14 أبريل 2024، بتخريج الدفعة 83 من طلابه. شهد الحفل، الذي أقيم في مقر المعهد، تخريج 120 ضابطًا وفردًا، بعد إتمامهم برنامجًا تدريبيًا مكثفًا يهدف إلى تأهيلهم للعمل في مختلف المجالات التقنية بالأسطول البحري. يعد معهد الدراسات الفنية للقوات البحرية صرحًا تعليميًا عسكريًا متخصصًا في إعداد الكفاءات الوطنية القادرة على مواكبة التطورات الحديثة في مجال التقنية البحرية.
حضر الحفل عدد من كبار قادة القوات البحرية، بالإضافة إلى أولياء أمور الخريجين وعدد من المسؤولين المدنيين والعسكريين. تأتي هذه الدفعة في إطار جهود القوات البحرية المستمرة لتطوير قدراتها البشرية والتقنية، وتعزيز الأمن البحري للمملكة العربية السعودية. وتشمل التخصصات التي تم تخريج الطلاب فيها، الإلكترونيات، والاتصالات، والميكانيكا، والأسلحة البحرية.
أهمية معهد الدراسات الفنية للقوات البحرية ودوره في تطوير القدرات البحرية
يعتبر معهد الدراسات الفنية للقوات البحرية ركيزة أساسية في منظومة التعليم والتدريب العسكري البحري في المملكة. تأسس المعهد بهدف سد حاجة القوات البحرية إلى كوادر مؤهلة في المجالات التقنية المتخصصة، وتقليل الاعتماد على الخبرات الخارجية. وبمرور السنوات، تطور المعهد ليواكب أحدث التقنيات والأساليب التدريبية العالمية.
البرامج التدريبية والتخصصات
يقدم المعهد مجموعة متنوعة من البرامج التدريبية التي تغطي مختلف التخصصات التقنية البحرية. تشمل هذه البرامج دورات في صيانة وإصلاح الأنظمة الإلكترونية والكهربائية، وتشغيل وصيانة أنظمة الاتصالات الراديوية والأقمار الصناعية، وإصلاح وصيانة المحركات والآلات البحرية، والتعامل مع الأسلحة البحرية المختلفة. بالإضافة إلى ذلك، يقدم المعهد دورات متخصصة في الأمن السيبراني البحري، وهو مجال يشهد تطورًا سريعًا وأهمية متزايدة.
تعتمد مناهج التدريب في المعهد على مزيج من الجوانب النظرية والتطبيقية، مع التركيز على التدريب العملي في الورش والمختبرات المجهزة بأحدث المعدات والأجهزة. كما يحرص المعهد على إشراك الخريجين في مشاريع عملية حقيقية، مما يساعدهم على اكتساب الخبرة العملية اللازمة لأداء مهامهم بكفاءة عالية. التدريب البحري يمثل جزءًا أساسيًا من هذه العملية.
التعاون مع المؤسسات التعليمية والشركات المتخصصة
يسعى المعهد إلى تعزيز التعاون مع المؤسسات التعليمية والشركات المتخصصة في مجال التقنية البحرية، بهدف تبادل الخبرات والمعرفة، وتطوير البرامج التدريبية. وقد أبرم المعهد عددًا من اتفاقيات التعاون مع الجامعات المحلية والدولية، بالإضافة إلى الشركات الرائدة في مجال الصناعات البحرية. يساهم هذا التعاون في رفع مستوى التدريب والتأهيل، وتزويد الخريجين بالمهارات والمعارف اللازمة لمواكبة التطورات الحديثة.
بالإضافة إلى ذلك، يشارك المعهد في العديد من المؤتمرات والندوات العلمية المتخصصة، بهدف عرض أحدث التقنيات والأساليب التدريبية، والاستفادة من خبرات الآخرين. تطوير المناهج هو هدف مستمر للمعهد.
تفاصيل حفل التخرج
بدأ الحفل بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم ألقى قائد المعهد كلمة هنأ فيها الخريجين وأولياء أمورهم، وأشاد بالجهود التي بذلوها خلال فترة دراستهم. كما أكد على أهمية الدور الذي سيلعبه الخريجون في حماية أمن الوطن وخدمة القوات البحرية. بعد ذلك، تم عرض فيلم وثائقي يوثق مراحل التدريب التي مر بها الخريجون.
تضمن الحفل أيضًا توزيع الجوائز على المتفوقين من الخريجين، وتقديم الهدايا التذكارية لأولياء الأمور. اختتم الحفل بعرض عسكري قدمه الخريجون، أعقبه التقاط الصور التذكارية مع قادة القوات البحرية.
أكدت القوات البحرية، في بيان صحفي، على أن الخريجين سيتم توزيعهم على مختلف وحدات الأسطول البحري، للعمل في مجالات تخصصهم. الكوادر المؤهلة هي أساس القوة البحرية.
في سياق متصل، تشير التقارير إلى أن القوات البحرية تخطط لتوسيع نطاق برامج التدريب في المعهد، وإضافة تخصصات جديدة لمواكبة التطورات الحديثة في مجال التقنية البحرية. الأمن البحري يتطلب باستمرار تطوير القدرات.
من المتوقع أن تعلن القوات البحرية عن خططها التفصيلية لتوسيع المعهد خلال الأشهر القادمة. وستشمل هذه الخطط بناء مرافق جديدة، وتوفير معدات وأجهزة حديثة، وزيادة عدد المدربين والمختصين. يبقى التحدي في ضمان استمرار جودة التدريب مع التوسع، وهو ما ستراقبه الجهات المعنية عن كثب.






