قال معهد دراسات الحروب الأميركي إن الحرب المتواصلة منذ 10 أشهر في قطاع غزة ليست قريبة من الحسم، وإن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) نجحت في إعادة بناء قوتها، مشيرا إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعطي صورة مغايرة لما يجري على الأرض.

وأكد المعهد -الذي يعتبر أحد أهم مراكز الدراسات العسكرية والإستراتيجية في الولايات المتحدة– أن نمط القتال وتجدده يشي بأن نتنياهو لا يقدم صورة واقعية عن مجريات القتال. وقال إن عمليات كتائب القسام -الجناح العسكري لحماس- لم تتراجع وتيرتها في مدينة رفح بعد 3 أشهر من القتال.

ووفق تقرير أعدته سلام خضر، فقد لفت المعهد إلى أن الفصائل لا تزال تحتفظ بقدرة كبيرة على الدفاع والهجوم في خان يونس التي تعرضت لهجوم واسع في ديسمبر/كانون الأول الماضي وتوغلات مستمرة.

كما تحتفظ الكتائب المقاتلة في مدينة غزة بإمكانيات ميدانية تتيح لها إنزال خسائر بجيش الاحتلال عند كل توغل، سواء انطلق من محور التموضع في محور نتساريم أو من خارج حدود القطاع كما حدث في حي الشجاعية شمالا قبل أسابيع، ويحدث حاليا في تل الهوى، كما يقول المعهد.

نتنياهو لا ينقل الواقع

وبينما يقول نتنياهو إن إسرائيل تسير على طريق النصر، يرى معهد دراسات الحروب أن الميدان يخالف مزاعم رئيس الوزراء الإسرائيلي. وينقل عن العقيد المتقاعد في الجيش الأميركي بيتر منصور قوله إن “حقيقة أن الجيش لا يزال يقاتل في غزة، ويحاول استئصال كتائب حماس تظهر لي أن نتنياهو مخطئ”.

ويقدر الجيش الإسرائيلي أن 24 كتيبة من القسام تعمل في كامل قطاع غزة، وأن 16 منها تتركز مناطق عملياتها في وسط وشمال القطاع.

لكن تحقيق معهد دراسات الحروب يقول -استنادا لمعلومات مستقاة من الجيش الإسرائيلي- إن قدرات 11 كتيبة منها تضررت بشكل كبير أو فقدت قدراتها القتالية.

ولقراءة دقة معلومات الجيش الإسرائيلي، جند المعهد شبكة من الخبراء لتحليل البيانات من كلا الطرفين وسير العمليات القتالية.

القسام تعيد بناء قوتها

وكشف التحليل أن القسام -وبحلول بداية يوليو/تموز الماضي، أعادت بناء 7 على الأقل من الوحدات المتضررة أو تلك التي فقدت قدراتها القتالية، وأنها نجحت في تجنيد مقاتلين جدد.

ويرى المعهد أن للقوة الغاشمة التي تعتمدها إسرائيل في حربها على القطاع، وغياب خطة اليوم التالي للحرب، دورا في تمكين القسام من ترميم وحداتها، وفق التحقيق.

واعتمدت القسام في إعادة بناء قوتها على طريقة غير تقليدية، وفق معهد دراسات الحرب، حيث رممت بعض وحداتها وفق هيكليتها التقليدية ثم دمجت بين الوحدات الأكثر تضررا، وأنشأت وحدات أخرى بتجنيد مقاتلين جدد.

قوة تنمو

وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة شيكاغو روبرت بابي -للمعهد- إن “القوة الإستراتيجية الفعلية لحماس تنمو، وإن قوة الحركة تكمن في قدرتها على التجنيد”.

وفي جباليا شمالا، اختبرت إسرائيل ميدانيا أسلوب القسام، ما بعد إعادة البناء -وفق المعهد- ففي ديسمبر/كانون الأول الماضي، أعلن الجيش عن تدمير كتائب المدينة الثلاث بشكل كامل. وعندما توغلت قواته في جباليا بعد مرور 6 أشهر في مايو/أيار الماضي، واجهت الوحدات المتقدمة مقاومة شرسة من الكتائب عينها التي قالت إنها قضت عليها.

ولم تكتف القسام بإعادة بناء قدراتها بأسلوب غير معتاد -كما يقول المعهد- بل طورت من تكتيكاتها القتالية، بحسب محللين عسكريين عملوا على التحقيق، وباتت تعتمد ما يصطلح على تسميتها “حرب العصابات”، وذلك بالعمل عبر مجموعات صغيرة العدد قادرة على إحكام الكمائن ضد القوات المهاجمة وإيقاع خسائر والانسحاب.

ووفق الخبراء الذين عملوا مع الشبكة على التحقيق، فإن إعادة بناء القدرات القتالية سار بالتوازي مع التصنيع العسكري الذي لم يتوقف في أي مرحلة من الحرب.

ولفت المعهد إلى أن القسام أعادت تدوير الذخائر غير المنفجرة في تصنيع أسلحة ملائمة للتكتيكات القتالية المستحدثة وشكل القوة التي أعيد ترميمها.

شاركها.