اختر منطقتك 
حالة الطقس 
شهد مركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض فعاليات تكريم الشركات المتميزة الحاصلة على علامة صنع في السعودية (الفئة الذهبية)، وذلك في إطار معرض “صنع في السعودية 2024”. يأتي هذا التكريم من قبل هيئة المحتوى المحلي والمشتريات الحكومية وبرنامج صنع في السعودية، تقديرًا لجهود هذه الشركات في تعزيز المحتوى المحلي ودعم القدرات الوطنية، مما يساهم في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030.
جرى التكريم خلال الفترة من 15 إلى 17 ديسمبر الحالي، بحضور كل من فيصل المغلوث، نائب الرئيس التنفيذي لقطاع صنع في السعودية والترويج بهيئة تنمية الصادرات السعودية، وعبدالرحمن الصغير، نائب الرئيس التنفيذي لقطاع الإستراتيجية والتميز بهيئة المحتوى المحلي والمشتريات الحكومية. ويُعد هذا الحدث مؤشرًا على التزام المملكة بتنمية القطاع الصناعي وتنويع مصادر الدخل.
صنع في السعودية: تعزيز الاقتصاد الوطني وتنمية القدرات
يُعتبر برنامج “صنع في السعودية” مبادرة استراتيجية أطلقتها المملكة العربية السعودية بهدف تشجيع الإنتاج المحلي وزيادة الاعتماد على المنتجات والخدمات الوطنية. يهدف البرنامج إلى تحويل المملكة إلى مركز صناعي عالمي، وجذب الاستثمارات الأجنبية، وخلق فرص عمل جديدة للمواطنين. وتشمل أهداف البرنامج أيضًا تطوير سلاسل الإمداد المحلية، وتعزيز الابتكار والبحث والتطوير في القطاع الصناعي.
معايير الحصول على علامة “صنع في السعودية”
تعتمد هيئة المحتوى المحلي والمشتريات الحكومية معايير صارمة لمنح علامة “صنع في السعودية” للشركات. تشمل هذه المعايير نسبة المكون المحلي في المنتج، ومساهمة الشركة في خلق فرص عمل، واستثمارها في البحث والتطوير، والتزامها بمعايير الجودة والسلامة. الحصول على هذه العلامة يمنح الشركات ميزة تنافسية في السوق المحلي، ويسهل عليها الوصول إلى المشتريات الحكومية.
تأتي هذه الخطوة في سياق الجهود الحكومية المتواصلة لزيادة مساهمة القطاع الخاص في الناتج المحلي الإجمالي، وتقليل الاعتماد على النفط كمصدر رئيسي للدخل. وتشير التقارير الاقتصادية إلى أن تنمية المحتوى المحلي تعتبر ركيزة أساسية لتحقيق الاستدامة الاقتصادية في المملكة.
وشاركت الجمهورية العربية السورية كضيف شرف في المعرض، مما يعكس عمق العلاقات الثنائية بين البلدين، ورغبة الطرفين في تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري. كما شهد المعرض حضورًا لعدد كبير من الجهات الحكومية والخاصة، بالإضافة إلى نخبة من المصنعين وقادة القطاع من مختلف أنحاء العالم.
بالإضافة إلى التكريم، تضمن المعرض مجموعة واسعة من الفعاليات والأنشطة، بما في ذلك المعارض التجارية، والندوات، وورش العمل، وعروض المنتجات والخدمات. وقد أتاحت هذه الفعاليات للشركات فرصة لعرض منتجاتها وخدماتها، والتواصل مع العملاء المحتملين، وبناء شراكات استراتيجية.
الاستثمار الصناعي يشهد نموًا ملحوظًا في المملكة، مدفوعًا بالحوافز الحكومية، وتوفر البنية التحتية المتطورة، والطلب المتزايد على المنتجات والخدمات المحلية. وتشير الإحصائيات الرسمية إلى أن حجم الاستثمار في القطاع الصناعي قد ارتفع بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، مما يعكس الثقة المتزايدة في الاقتصاد السعودي.
التصنيع المحلي يساهم بشكل كبير في خلق فرص عمل جديدة، وتنمية المهارات والكفاءات الوطنية. وتحرص الحكومة على دعم الشركات التي تستثمر في تطوير الكفاءات الوطنية، وتوفير التدريب والتأهيل اللازمين للعاملين في القطاع الصناعي.
في المقابل، تواجه عملية تنمية المحتوى المحلي بعض التحديات، مثل نقص المهارات المتخصصة، وعدم كفاية التمويل المتاح للشركات الصغيرة والمتوسطة، وتعقيد الإجراءات الحكومية. ومع ذلك، تعمل الحكومة على معالجة هذه التحديات من خلال إطلاق المزيد من المبادرات والبرامج الداعمة للقطاع الخاص.
أحد أهم أهداف رؤية المملكة 2030 هو تنويع مصادر الدخل، وتقليل الاعتماد على النفط. وتعتبر تنمية المحتوى المحلي أداة رئيسية لتحقيق هذا الهدف، حيث تساهم في زيادة الإنتاج المحلي، وخلق فرص عمل جديدة، وجذب الاستثمارات الأجنبية.
من المتوقع أن تستمر الحكومة في دعم برنامج “صنع في السعودية” خلال الفترة القادمة، من خلال تقديم المزيد من الحوافز والتسهيلات للشركات الوطنية. كما من المتوقع أن تشهد المملكة زيادة في عدد الشركات الحاصلة على علامة “صنع في السعودية”، مما يعكس التزامها بتنمية القطاع الصناعي وتعزيز الاقتصاد الوطني.
في الختام، يمثل معرض “صنع في السعودية 2024” وتكريم الشركات المتميزة خطوة مهمة نحو تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 في مجال تنمية المحتوى المحلي وتعزيز القدرات الوطنية. وستستمر الجهود في هذا الاتجاه، مع التركيز على معالجة التحديات التي تواجه القطاع الصناعي، وتوفير الدعم اللازم للشركات الوطنية لتحقيق النمو والازدهار. ومن المهم متابعة التطورات المتعلقة بتنفيذ برنامج “صنع في السعودية” وتقييم أثره على الاقتصاد الوطني في السنوات القادمة.
