شهد معرض “صُنع في السعودية 2025” إقبالاً واسعاً وإبرام أكثر من 100 اتفاقية شراكة، مما يعكس قوة القطاع الصناعي الوطني وقدرته التنافسية المتزايدة في الأسواق العالمية. وأكد المهندس عبدالرحمن الذكير، الرئيس التنفيذي لهيئة تنمية الصادرات السعودية، على أهمية هذا الحدث في دعم جهود تنمية الصادرات غير النفطية وتعزيز مكانة المنتج السعودي. يشير هذا النجاح إلى تقدم المملكة نحو تحقيق أهداف رؤية 2030 في تنويع الاقتصاد.

تعزيز الصناعة الوطنية من خلال “صُنع في السعودية”

انعقد معرض “صُنع في السعودية 2025” هذا العام بهدف رئيسي وهو تمكين الصناعات السعودية وزيادة وصولها إلى الأسواق الإقليمية والدولية. وقد ركزت هيئة تنمية الصادرات السعودية، من خلال برنامج “صُنع في السعودية”، على دعم الشركات المحلية وتوفير منصة لعرض منتجاتها وخدماتها. ويتوافق هذا مع الجهود الحكومية الأوسع نطاقاً لتقليل الاعتماد على النفط كمصدر رئيسي للدخل.

شراكات واتفاقيات تجارية

شهد المعرض توقيع أكثر من 100 اتفاقية ومذكرة تفاهم بين جهات حكومية وشركات محلية ودولية. تشمل هذه الاتفاقيات مجالات متنوعة مثل الصناعات التحويلية، والطاقة، والبناء، والمنتجات الغذائية، مما يدل على التنوع المتزايد في الاقتصاد السعودي. وتعزز هذه الشراكات فرص التجارة والاستثمار وتساهم في خلق فرص عمل جديدة.

مشاركة دولية واسعة

شارك في المعرض أكثر من 120 مشتريًا دوليًا من 30 دولة، بالإضافة إلى أكثر من 100 مشترٍ محلي. وقد ساهم تنسيق أكثر من 500 اجتماع لمطابقة الأعمال في فتح آفاق جديدة للتعاون التجاري وربط المصنعين السعوديين بالأسواق العالمية. تأتي هذه المشاركة الدولية في وقت تسعى فيه المملكة لتوسيع شبكة علاقاتها التجارية مع مختلف دول العالم.

إطلاق مبادرات جديدة

شهد المعرض إطلاق العديد من المبادرات الجديدة، بما في ذلك الإطلاق الرسمي لعلامة “حِرَف سعودية” كعلامة فرعية من العلامة الوطنية “صناعة السعودية“. تم هذا الإطلاق بالتعاون مع هيئة التراث، ويهدف إلى تعزيز الحرف الوطنية وتمكين الحرفيين والحرفيات ودعم منتجاتهم في الأسواق المحلية والعالمية. تعتبر هذه الخطوة جزءًا من جهود المملكة للحفاظ على تراثها الثقافي وتعزيزه.

برامج معرفية وتطويرية مصاحبة للمعرض

لم يقتصر المعرض على الجانب التجاري فحسب، بل تضمن أيضًا برنامجًا معرفيًا مصاحبًا غنيًا. نُظمت أكثر من 25 ورشة عمل متخصصة، بالإضافة إلى مؤتمر ضم أكثر من 20 جلسة حوارية. شارك في هذه الفعاليات نخبة من الخبراء وقادة القطاع، حيث تناولت موضوعات تتعلق بتطوير الصناعة، وتعزيز التصدير، وزيادة تنافسية المنتجات والخدمات السعودية. يهدف هذا البرنامج المعرفي إلى تزويد الشركات المحلية بالمهارات والمعرفة اللازمة لتحقيق النمو المستدام.

مصنع التمكين ودوره في ريادة الأعمال

أحد أبرز الفعاليات المصاحبة للمعرض هو “مصنع التمكين”، والذي استعرض رحلة تحويل الأفكار إلى منتجات صناعية. كما سعى إلى ربط رواد الأعمال والمصنعين بالجهات الداعمة لتعزيز جاهزية المشاريع الصناعية ودعم نموها. يعتبر هذا المصنع مبادرة هامة تهدف إلى تحفيز الابتكار وتشجيع ريادة الأعمال في القطاع الصناعي. ويساعد على تجاوز العقبات التي تواجه المشاريع الناشئة.

بعثات تجارية لتعزيز التعاون الإقليمي

بالتزامن مع فعاليات المعرض، نظمت هيئة تنمية الصادرات السعودية بعثتين تجاريتين داخليتين لجمهوريتي العراق وسوريا. شاركت في هذه البعثات 87 شركة سعودية و32 شركة مستوردة تمثل قطاعات حيوية مثل البناء والتشييد، والمنتجات الغذائية، والطبية، وصناعات التعبئة والتغليف. عُقدت اجتماعات مكثفة لمطابقة الأعمال بهدف استكشاف فرص التعاون والشراكات التجارية بين المملكة وهذه الدولتين. تهدف هذه المبادرات إلى تعزيز العلاقات التجارية الإقليمية.

بشكل عام، يعكس معرض “صُنع في السعودية 2025” التزام المملكة بتطوير قطاعها الصناعي وتنويع اقتصادها. من المتوقع أن تبدأ هيئة تنمية الصادرات السعودية في تقييم نتائج المعرض وتحديد الخطوات اللاحقة لتنفيذ الاتفاقيات الموقعة وتحقيق أهداف البرنامج. وتظل المتابعة المستمرة لنمو الصادرات غير النفطية وقياس أثر المبادرات الحكومية من الأمور الهامة التي يجب مراقبتها في الفترة المقبلة.

شاركها.