كشف معتقل سابق في سجن صيدنايا بريف العاصمة السورية دمشق ما قال إنها “فظاعات الغرف الانفرادية” في السجن سيئ السمعة، في وقت تتواصل فيه عمليات البحث عن معتقلين يُعتقد أنهم بأقبية غير مكتشفة حتى الآن.

وكانت إدارة السجن تتخذ إجراءات عقابية بحق السجناء، إذ يتم إنزالهم من الغرف الكبيرة العامة إلى الغرف الانفرادية “إذا ارتكبوا أخطاء ما”، وقال مراسل الجزيرة منتصر أبو نبوت إن هذه الأخطاء قد يكون من ضمنها طلب مياه أو أدوية أو طعام.

وسرد المعتقل السابق بسجن صيدنايا -وهو أحد مقاتلي المعارضة السورية المسلحة- صنوف الفظاعات التي يتعرض لها السجناء، إلى جانب الروائح الكريهة بسبب مياه الصرف الصحي والرطوبة المتفشية.

وقال المعتقل السابق -الذي قضى 4 سنوات في السجن- إنه نقل عدة مرات إلى الغرف الانفرادية، وأنزل في مرة ما بسبب مطالبته بإحضار بعض الطعام بعدما استشرى الجوع وسط السجناء.

ووفق شهادة المعتقل للجزيرة، فإنه يتم ضرب السجناء في تلك الحالة على أيديهم وأرجلهم ومن ثم سحبهم إلى الغرف المنفردة، حيث يتم إحضار كسرة خبز للمعتقلين لسد رمقهم، مضيفا أنهم يجبرون على اقتطاع جزء منها للقوارض لكي لا تقترب منهم.

ويعتبر نزول السجناء إلى الغرف الانفرادية -حسب المعتقل السابق- عقوبة من إدارة السجن لمدة زمنية قد تصل إلى 50 يوما، ومن ثم تتم إعادتهم إلى الغرف العامة، حيث يتعرضون فيها أيضا إلى عمليات ضرب على الأقدام بالكابلات يوميا.

وجالت كاميرا الجزيرة في إحدى الغرف المنفردة، حيث أظهرت الصور الحالة المزرية التي بدت عليها هذه الغرفة، والتي تجعلها غير صالحة للعيش الآدمي.

وكانت قوات المعارضة السورية تمكنت في الثامن من ديسمبر/كانون الأول 2024 من اقتحام السجن، وتحرير المعتقلين رجالا ونساء وأطفالا منه، وذلك بعد دخولها العاصمة السورية وإسقاط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد.

ويقع السجن قرب دير صيدنايا على بعد 30 كيلومترا شمال دمشق، وبُني عام 1987، وينقسم إلى جزأين، يُعرف الجزء الأول بـ”المبنى الأحمر”، وهو مخصص للمعتقلين السياسيين والمدنيين، في حين يُعرف الثاني بـ”المبنى الأبيض”، وهو مخصص للسجناء العسكريين.

ويُعَد هذا السجن أحد أكثر السجون العسكرية السورية تحصينا، ويطلق عليه “المسلخ البشري” بسبب التعذيب والحرمان والازدحام داخله، ولُقب بـ”السجن الأحمر” نتيجة الأحداث الدامية التي شهدها خلال عام 2008.

شاركها.