|

كشفت صحيفة معاريف الإسرائيلية -اليوم السبت- عن أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية– يدرك أن بقاء حكومته مرتبط بتنفيذ العملية العسكرية الجديدة في قطاع غزة، المعروفة باسم “عربات جدعون 2″.

ونقل المراسل العسكري للصحيفة، آفي أشكنازي، عن مصادر رفيعة في المؤسسة العسكرية أن نتنياهو مقتنع بأنه إذا تراجع عن العملية أو اكتفى بما تحقق حتى الآن، فإن الحكومة ستتفكك ولن يتمكن من الحفاظ على تماسكها.

ووفق التقرير، يسود في أروقة الجيش والأجهزة الأمنية انطباع واضح بأن نتنياهو مُصرّ على المضي في العملية حتى النهاية، وهو ما ينعكس في استعدادات الجيش وخططه العملياتية.

وحسب مصادر عسكرية، فإن الجيش يستعد لمواجهة تمتد لأشهر طويلة قادمة، ولذلك تقرر أن يكون استدعاء قوات الاحتياط تدريجيا وعلى مراحل متعددة، تبدأ في الثاني من سبتمبر/أيلول بعد انتهاء العطلة الصيفية، ثم تستمر على دفعات إضافية في نوفمبر/تشرين الثاني، وديسمبر/كانون الأول، ويناير/كانون الثاني المقبل.

تحضيرات ومواجهات

كما أوضحت الصحيفة أن هذه التحضيرات تعكس قناعة لدى قيادة الجيش بأن القتال في غزة لن يُحسم سريعا، وأن إسرائيل تتجه نحو جولة طويلة ومعقدة.

وفي هذا السياق، كشفت معاريف عن أن الجيش بدأ منذ أيام بالتحضير الميداني لإعادة تموضع قواته والتجهيز لاحتمال العودة إلى مواقع حساسة في قلب مدينة غزة، مثل ميدان فلسطين، ومستشفى الشفاء، وأنقاض مبنى البرلمان، إضافة إلى شوارع رئيسية، بينها الوحدة وصلاح الدين وعمر المختار.

إلى جانب ذلك، ذكرت الصحيفة أن إسرائيل أوعزت مؤخرا إلى مديري المستشفيات في جنوب قطاع غزة بضرورة وضع خطط لإجلاء المرضى ونقلهم إلى المستشفى الأوروبي في خان يونس، في إشارة إلى أن العمليات العسكرية ستتسع مجددًا لتشمل مناطق مكتظة بالسكان.

وزعمت مصادر عسكرية تحدثت إلى أشكنازي أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تضررت بشكل بالغ خلال الحرب، إذ فقدت معظم قادتها وبات ما تبقى لديها مجرد كتائب محدودة، غير أن المؤسسة الأمنية تعترف في الوقت ذاته بأن طريقة تفكير الحركة “ليست عقلانية” على حد زعم هذه المصادر، وأنها قد تختار الاستمرار في القتال حتى “آخر مقاتل”.

وخلص التقرير إلى أن تمسك نتنياهو بالعملية العسكرية لا ينفصل عن اعتبارات سياسية داخلية، وأنه ينظر إلى “عربات جدعون 2″ ليس فقط كمعركة عسكرية، بل كخطوة حاسمة لبقائه السياسي على رأس الحكومة.

شاركها.