حذرت صحيفة معاريف الإسرائيلية من أن أي محاولة جديدة لاحتلال مدينة غزة ستواجه عقبات جسيمة، بعدما أعدّت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الأرض مسبقا بالعبوات الناسفة والأنفاق والكمائن والقناصة، مما يجعل القتال في بيئة حضرية كثيفة أكثر خطورة وتعقيدا.

وقال المراسل العسكري للصحيفة آفي أشكنازي، إن الحكومة الإسرائيلية التي وافقت على عملية “عربات جدعون 2” قد لا تجد هذه المرة “صورة نصر” يمكن أن ترفعها أمام جمهورها أو العالم، بعدما استُنفدت رموزها الدعائية في المراحل السابقة من الحرب.

وأوضح أنه تم استدعاء 60 ألف جندي احتياط آخرين صباح اليوم للخدمة، لينضموا إلى 70 ألفا سبق استدعاؤهم، ضمن خطة احتلال مدينة غزة للمرة الثانية منذ العدوان الإسرائيلي على القطاع والذي أطلق عليه اسم “السيوف الحديدية”.

وعلق على ذلك “إن التجربة السابقة كانت مكلفة، ودفع فيها الجيش ثمنا مؤلما بأكثر من 100 قتيل وعشرات الجرحى.

وأشار إلى أن التقديرات العسكرية تعتبر القتال في غزة معقدا للغاية، فهي “منطقة حضرية كثيفة، تتخللها أنظمة أنفاق متشعبة تحت الأرض ومبان شاهقة فوقها”.

ولفت إلى أن حماس “استعدت منذ أشهر، بزرع العبوات الناسفة على الطرق، وتفخيخ المباني والأنفاق، وإعداد الكمائن، ونشر القناصة والفرق المضادة للدبابات”.

كما لفت إلى أن قضية الأسرى تفرض على الجيش قيوداً إضافية إذ “سيُطلب من الجيش التحرك بحذر، مع تقليص استخدام المدفعية الثقيلة والغارات الجوية المكثفة، والاعتماد أكثر على الذخائر الدقيقة”، وهو ما يزيد من المخاطر على القوات في المواجهات المباشرة.

وبيّن المراسل، أن الجيش يخطط لعملية من مرحلتين “أولا، تطويق السكان وإبعادهم عن المدينة، ثم دخولها مع الفرق القتالية”، لكنه أكد أن هذه العملية لن تكون قصيرة، “ستستغرق أشهرا وليس أياما أو أسابيع”.

استنفاد المفاوضات

سياسيا، أكد أشكنازي أن “المؤسسة الأمنية بأكملها تعتقد أنه يجب استنفاد المفاوضات قبل دخول غزة”، في وقت يصر فيه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية– وبعض أعضاء حكومته على المضي قدما في الاجتياح.

وزاد أن جنود الاحتياط أنفسهم بدأوا يطرحون تساؤلات عن جدوى هذه السياسة، “بدأ المزيد والمزيد من جنود الاحتياط والأفراد العسكريين يطرحون السؤال: ماذا سيحدث بعد مدينة غزة؟ ما هو الهدف الذي يريده نتنياهو؟ بعد كل شيء، لقد أصر فعلا على احتلال رفح وخان يونس وجباليا وبيت حانون، ثم عاد إلى احتلال رفح وخان يونس وجباليا، وهناك أماكن مثل حي الزيتون الذي احتُل سبع مرات، وبيت حانون ست مرات، في حين تُوقف عن عد المرات التي احتلوا فيها جباليا!”.

واختتم أشكنازي مقاله بالتشديد على مأزق “صورة النصر” التي تبحث عنها حكومة نتنياهو، معتبرا أن الرموز الإعلامية لهذا النصر قد استُنفدت فعلا.

وأضاف “في ديسمبر/كانون الأول 2023، أشعلوا شمعدان حانوكا في ساحة فلسطين، ثم فجّروا مبنى البرلمان الفلسطيني، والآن سيكون من الصعب ببساطة العثور على الموقع المناسب لصورة النصر”.

شاركها.