قالت مصادر بالجيش السوداني اليوم الاثنين إن طلائع سلاح المدرعات التحمت بقوات الجيش، وسيطرت على مواقع للدعم السريع وسط الخرطوم، كما ضيقت الحصار على القصر الرئاسي وسط احتدام المعارك بين الطرفين في العاصمة.

وأعلن المتحدث باسم الجيش أن قوات محور سلاح المدرعات التحمت بقوات الجيش السوداني في محور القيادة العامة بعد السيطرة على مستشفى الشعب التعليمي الذي كان بيد قوات الدعم السريع.

وخلال الأشهر الماضية، احتدمت الاشتباكات بين قوات الدعم والجيش في الخرطوم بعدما استعاد الأخير السيطرة على عدد من المناطق التي كان قد خسرها في بداية الحرب. وأكد الجيش أن قواته وصلت حاليا إلى مسافة أقل من كيلومتر واحد من القصر الجمهوري الذي سيطرت عليه قوات الدعم السريع في بداية الحرب.

وقالت وزارة الصحة في ولاية الخرطوم إن 7 أشخاص قتلوا في قصف على أم درمان أمس الأحد، مضيفة أن عدد الجرحى بلغ 43. واستهدف الهجوم أحياء سكنية، وأصاب مدنيين داخل منازلهم، وأطفالا كانوا يلعبون كرة القدم، حسب المكتب الإعلامي لولاية الخرطوم.

“لن تخرج”

من جهته، تعهد قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، في كلمة مصوّرة عبر تطبيق تليغرام نشرت السبت، بأن قواته “لن تخرج من القصر الجمهوري”.

وقال الباشا طبيق مستشار قائد قوات الدعم السريع إن قوات الدعم دمرت قوة تسللت إلى وسط الخرطوم. كما قالت قوات الدعم في بيان إنها حققت انتصارات في محور ولاية النيل الأزرق.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن شهود أن سحب دخان كثيفة تصاعدت في سماء الخرطوم في ظل استمرار الاشتباكات، وسمع تبادل إطلاق نار وتفجيرات في أماكن عدة.

ومنذ أسابيع وبوتيرة متسارعة بدأت تتناقص مساحات سيطرة الدعم السريع لصالح الجيش في ولايات الخرطوم والجزيرة والنيل الأبيض وشمال كردفان وسنار والنيل الأزرق.

وفي ولاية الخرطوم -المكونة من 3 مدن- بات الجيش يسيطر بالكامل على مدينة الخرطوم بحري ومعظم أنحاء مدينة أم درمان (غرب) و75% من عمق مدينة الخرطوم التي تتوسط الولاية وتحوي القصر الرئاسي والمطار الدولي، في حين لا تزال قوات الدعم السريع في أحياء شرق المدينة وجنوبها.

مدينة الأبيض

وفي مدينة الأبيض (400 كيلومتر جنوب غرب الخرطوم) قتل مدنيان وجرح 15 آخرون، جراء قصف لقوات الدعم السريع استهدف أحياء سكنية صباح الاثنين، وفقا لمصدر طبي في مستشفى المدينة تحدث لوكالة الصحافة الفرنسية.

وللمرة الأولى منذ عامين، نجح الجيش الشهر الماضي في كسر حصار قوات الدعم السريع لمدينة الأبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان، حيث يعاني نحو مليون شخص من المجاعة، وفقا للأمم المتحدة. وتعتبر المدينة نقطة حيوية تصل الخرطوم بإقليم دارفور ذي المساحة الشاسعة غرب البلاد، والواقع بمعظمه تحت سيطرة قوات الدعم.

النيل الأزرق

وفي ولاية النيل الأزرق المحاذية لجنوب السودان وإثيوبيا، اندلعت اشتباكات بين طرفي الحرب. وقالت قوات الدعم السريع إنها “دمرت عددا كبيرا من المركبات والمعدات” التابعة للجيش وألقت القبض على عناصر من “القوات المهاجمة”.

وأسفرت الحرب، التي اندلعت في أبريل/نيسان 2023، عن مقتل عشرات الآلاف وتهجير أكثر من 12 مليون شخص، كما تسببت في أزمة جوع ونزوح هي الأكبر في العالم.

ويتقاسم طرفا النزاع السيطرة على مناطق مختلفة، إذ يمسك الجيش بالشمال والشرق واستعاد مؤخرا مساحات كبيرة من الخرطوم ووسط السودان، بينما تسيطر قوات الدعم على معظم إقليم دارفور وأجزاء من الجنوب.

جثث استخرجت من بئر عميقة حولت لمقبرة جماعية بمنطقة شرق النيل (الفرنسية)

نزوح ومقبرة

وعلى الصعيد الإنساني، قال الهلال الأحمر السوداني إن عدد النازحين من قرى غرب الرهد وسط ولاية شمال كردفان تجاوز 10 آلاف نازح، جراء الهجمات المتواصلة التي تشنها قوات الدعم السريع على المنطقة.

وقال وليد الرشيد المدير التنفيذي لجمعية الهلال الأحمر السوداني بمحلية الرهد إن المدينة تواجه أوضاعا إنسانية متفاقمة، مشددا على الحاجة الماسة إلى تدخل عاجل لتوفير المساعدات الصحية والغذائية للأعداد المتزايدة من النازحين.

وحذر الرشيد من تداعيات إنسانية خطيرة، في ظل استمرار تدهور الأوضاع الأمنية، مطالبا المنظمات الإغاثية والجهات المعنية بتكثيف جهود الدعم الإنساني بشكل فوري.

وفي تطور منفصل، كشفت السلطات بولاية الخرطوم عما قالت إنها مقبرة جماعية في حي الفيحاء، بمنطقة شرق النيل التي استعادها الجيش مؤخرا من قوات الدعم السريع.
وأوضحت السلطات أن بئرا عميقة حوّلتها قوات الدعم إلى قبر جماعي، وألقت فيها جثث مدنيين.

شاركها.