شهدت عدة مدن يونانية، أبرزها العاصمة أثينا وشبونة ثيسالونيكي، موجة احتجاجات شعبية حاشدة تعبّر عن التضامن مع الشعب الفلسطيني، وتستنكر الضربات الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة.
في أثينا، تجمع عشرات الآلاف أمام مبنى البرلمان في ساحة سينتاجما، استجابة لدعوة من النقابة العمالية “بامي”، المرتبطة بالحزب الشيوعي اليوناني، بمشاركة عمال وموظفين حكوميين، متقاعدين، وطلاب.
ورفع المحتجون شعارات داعمة لفلسطين وهتفوا للدعوة إلى وقف فوري للهجمات الإسرائيلية على غزة
في مدخل الساحة، نُصب مجسمات لأطفال ورضع ملفوفين بأكفان بيضاء، بالإضافة إلى تابوت فارغ يرمز إلى سقوط المدنيين الفلسطينيين، في مشهد تعبيري مؤثر يدين تدمير البنى التحتية واستهداف الأبرياء
وأطلق أحد المتقاعدين خلال التظاهرة (الذي رفض ذكر اسمه) كلمات مؤثرة، وصف فيها الوضع قائلاً إن “معاناة غزة لا يمكن تجاهلها من قبل أي عقل سليم”، وأضاف: “أطفال يموتون، والناس تجري للحصول على لقمة خبز… لا يمكن أن يحدث هذا في عصرنا. يجب أن يتوقف” وفقا لـ ما نقلته وكالة رويترز
أما في ثيسالونيكي، فقد شهدت ساحة برج “البرج الأبيض” (White Tower Square) مشاركة واسعة، إذ خرجت حشود غفيرة تندد بالهجمات وتطالب بوضع حد لـ”الإبادة الجماعية” المُرتكبة ضد الفلسطينيين
التحركات الشعبية تأتي في وقت تتصاعد فيه الأصوات الحقوقية والدولية ضد إسرائيل، بينما تكابد غزة تداعيات حرب مدمرة خلفت أكثر من 62,686 قتيلاً و157,951 جريحاً، بالإضافة إلى انتشار واسع للجوع والمجاعة التي تسببت في وفاة 289 شخصاً، بينهم 115 طفلاً، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية
وتعكس هذه المظاهرات حجم الغضب الشعبي والإحساس بالمسؤولية الأخلاقية إزاء ما يجري في غزة. فقد تجلت هذه التعبئة في اليونان، وهى دولة تُعرف بعلاقات تاريخية متجذرة مع القضية الفلسطينية منذ سبعينات القرن الماضي، كما سبق أن صوت البرلمان اليوناني بالإجماع في 2015 للاعتراف بدولة فلسطين على حدود 1967
وتأتي التحركات ضمن سياق سياسي أوسع يشمل مطالبات أوروبية بوقف التعاون العسكري والتجاري مع إسرائيل، كما تجلت في دفاع النقابات الأوروبية عن إنهاء اتفاقات اقتصادية معها .
_763_125901.jpg)
_763_125903.jpg)
