أظهر تقرير حديث صادر عن الهيئة العامة للطيران المدني تحسناً ملحوظاً في أداء مطار الملك عبد العزيز، حيث انخفض معدل الشكاوى بشكل كبير في شهر أكتوبر 2025. يعكس هذا التطور الجهود المستمرة لتحسين تجربة المسافرين وتعزيز مكانة المملكة كمركزاً عالمياً للسفر والسياحة. وتسعى الهيئة باستمرار إلى رفع مستوى الخدمات المقدمة في جميع المطارات السعودية.
ووفقاً للتقرير، بلغ معدل الشكاوى في مطار الملك عبد العزيز 0.4 شكوى لكل 100 ألف مسافر خلال أكتوبر 2025، مقارنةً بشكوى واحدة لنفس الفترة من العام السابق. كما حقق المطار نسبة 100% في معالجة الشكاوى ضمن الإطار الزمني المحدد. تأتي هذه النتائج في سياق النمو المتسارع الذي يشهده قطاع الطيران في المملكة.
تحسينات في مطار الملك عبد العزيز وتعزيز تجربة السفر
يعزى الانخفاض في معدل الشكاوى إلى عدة عوامل، تشمل الاستثمارات الكبيرة في البنية التحتية للمطار، وتدريب الكوادر البشرية، وتطبيق أحدث التقنيات في إدارة العمليات. وتشمل هذه التحسينات تطوير أنظمة المناولة، وزيادة كفاءة إجراءات الجوازات، وتحسين خدمات العملاء بشكل عام.
استراتيجيات الهيئة العامة للطيران المدني
تتبنى الهيئة العامة للطيران المدني استراتيجية شاملة لتطوير قطاع الطيران في المملكة، تركز على تحسين جودة الخدمات، وزيادة القدرة الاستيعابية للمطارات، وتعزيز السلامة والأمن. وتشمل هذه الاستراتيجية أيضاً دعم شركات الطيران الوطنية، وتشجيع الاستثمار الأجنبي في القطاع. وتعتبر زيادة رضا المسافرين مؤشراً رئيسياً لقياس نجاح هذه الاستراتيجية.
أكد خبراء في قطاع الطيران أن هذه النتائج الإيجابية تعكس التزام المملكة بتقديم أفضل الخدمات للمسافرين، وتتماشى مع رؤية المملكة 2030 التي تهدف إلى تنويع مصادر الدخل وتعزيز السياحة. بالإضافة إلى ذلك، فإن تحسين تجربة السفر يساعد على جذب المزيد من السياح ورجال الأعمال، مما يعزز النمو الاقتصادي.
وذكرت الهيئة أنه يتم تحليل الشكاوى بشكل دوري لتحديد نقاط الضعف والعمل على معالجتها. يشمل هذا التحليل جمع البيانات من مصادر متعددة، مثل استبيانات الرأي، وملاحظات الموظفين، وتقارير شركات الطيران. يتم بعد ذلك استخدام هذه البيانات لتطوير خطط عمل محددة تهدف إلى تحسين الأداء.
وفي السياق ذاته، يشهد قطاع السفر والسياحة في المملكة نمواً كبيراً، مدفوعاً بالجهود الحكومية لتعزيز التنويع الاقتصادي وجذب الاستثمارات الأجنبية. بالإضافة إلى ذلك، فإن تنظيم فعاليات عالمية كبرى، مثل سباق الفورمولا 1، والبطولات الرياضية المختلفة، ساهم في زيادة عدد الزوار.
وعلى الرغم من هذه التحسينات، لا يزال هناك مجال لمزيد من التطوير، خاصة في مجال التعامل مع أوقات الذروة وزيادة كفاءة العمليات اللوجستية. وتشير التقديرات إلى أن عدد المسافرين عبر مطارات المملكة سيستمر في النمو في السنوات القادمة، مما يتطلب المزيد من الاستثمارات في البنية التحتية والخدمات. وتركز الجهود الحالية كذلك على تبني حلول مبتكرة في مجال إدارة الطوابير داخل المطار.
من الجدير بالذكر أن مطار الملك عبد العزيز يعتبر من أهم المطارات في المنطقة، ويخدم ملايين المسافرين سنوياً. وهو يعتبر بوابة رئيسية للمسافرين إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة، حيث يؤديان مناسك الحج والعمرة. وحقق المطار أيضاً تقدماً ملحوظاً في مجال الاستدامة البيئية، من خلال تطبيق مبادرات تهدف إلى تقليل الانبعاثات الكربونية وترشيد استهلاك الطاقة.
الآن، من المتوقع أن تواصل الهيئة العامة للطيران المدني جهودها لتحسين مستوى الخدمات في مطار الملك عبد العزيز وغيرها من المطارات السعودية خلال الفترة القادمة. هناك تركيز خاص على تقليل أوقات الانتظار وتوفير المزيد من الخيارات للترفيه والتسوق للمسافرين. وسيتم متابعة عن كثب مؤشرات الأداء الرئيسية، بما في ذلك معدل الشكاوى، ونسبة رضا المسافرين، لمعرفة مدى فعالية هذه الجهود. البيانات الرسمية المتعلقة بأداء الشهور اللاحقة من عام 2026 ستكون حاسمة في تقييم الاستدامة لهذه التحسينات.






