تخلّت مصر عن أكثر من مليوني برميل من شحنات النفط التي عرضت شراءها عند توقف إمدادات الغاز من إسرائيل لفترة وجيزة، وذلك بعدما أمنت كميات ضخمة من الغاز الطبيعي المسال لتلبية احتياجات توليد الكهرباء.

وبعد أن طرحت في البداية مناقصة لشراء 14 شحنة من زيت الوقود، وهو منتج مكرر يُستخدم في محطات الطاقة، ألغت الهيئة المصرية العامة للبترول نحو نصف الخطة التي أُعلنت في يونيو للتسليم خلال الشهر الجاري، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم لبحثهم معلومات غير علنية. 

وقال أحد الأشخاص إن الشركة الحكومية طلبت أيضاً من المتعاملين إعادة جدولة عمليات تسليم من مناقصة سابقة.

ولم يرد مسؤولو شركتي الطاقة الحكوميتين في مصر على طلبات التعليق.

مصر تكثف واردات الغاز المسال

كانت مصر مشترياً نشطاً للغاز الطبيعي المسال من شركات تجارة عالمية مثل “ترافيغورا غروب” و”فيتول غروب”، وقد كثفت المشتريات الشهر الماضي بعد إضافة محطتين عائمتين جديدتين، في إطار سعيها لضمان إمدادات الكهرباء لسكانها.

ورغم أن زيت الوقود يُعد أيضاً عنصراً حيوياً لتلبية احتياجات البلاد من الطاقة، فإن توقيت عمليات التسليم يظل تحدياً، بسبب افتقار الموانئ للبنية التحتية الكافية لاستقبال كميات ضخمة وتخزينها.

وبعد وقت قصير من طرح مناقصة زيت الوقود في يونيو، استأنفت إسرائيل الإنتاج في أكبر حقول الغاز لديها عقب التوصل إلى هدنة مع إيران، مما مهّد الطريق لزيادة الصادرات إلى مصر. كما تراجعت أسعار الغاز القياسية في أوروبا بنحو 8% منذ ذلك الحين، وبأكثر من 30% منذ بداية العام.

تفاصيل الشحنات الملغاة

تم إلغاء سبع شحنات من زيت الوقود بإجمالي نحو 350 ألف طن، أي ما يعادل تقريباً 2.2 مليون برميل، منها أربع شحنات للتسليم إلى الإسكندرية، وواحدة إلى السويس، واثنتان إلى العين السخنة، بحسب أحد الأشحاص. وفي وقت سابق من العام، كانت الهيئة المصرية العامة للبترول قد طرحت أيضاً مناقصة ضخمة لشراء 32 شحنة للتسليم في مايو ويونيو.

تنتظر ناقلتان نفطيتان، “كلين سانكتشوري” و”سيسالفيا” تحملان زيت وقود وفق بيانات “كيببلر”، قبالة السواحل المصرية منذ أسابيع، وستفرغان الحمولة في وقت لاحق من أغسطس، بينما سُمح لناقلة ثالثة، هي “دان لاكشمي”، بالرسو هذا الأسبوع فقط بعد وصولها في يونيو، بحسب أحد الأشخاص. ومن المحتمل أيضاً شراء الشحنات من السوق الفورية.

إعادة جدولة واردات الغاز المسال

في الأثناء، تسعى مصر لإعادة جدولة واردات الغاز الطبيعي المسال لتغطية الطلب على توليد الكهرباء في أواخر أغسطس، بعد قفزة في الواردات خلال يوليو. وكانت مصر قد تحولت العام الماضي من مُصدّر صافٍ إلى مستورد صافٍ مع تراجع الإنتاج المحلي.

حتى وقت قريب، كانت واردات البلاد من الغاز الطبيعي المسال تُستقبل عبر محطة واحدة فقط قيد التشغيل، وهي السفينة “هوغ غاليون” الراسية في العين السخنة. وقد أُضيفت السفينتان “إنيرجوس إسكيمو” و”إنيرجوس باور” الشهر الماضي، ما عزز قدرة البلاد على إعادة تحويل الغاز المسال إلى غاز، وضخ كميات أكبر.

شاركها.