أجرى قائد الجيش اللبناني، العماد جوزيف عون، جولة تفقدية للوحدات العسكرية المنتشرة في جنوب لبنان على طول الخط الأزرق، في خطوة تؤكد التزام المؤسسة العسكرية بحماية الحدود وتعزيز الاستقرار في البلاد. تأتي هذه الجولة في ظل توترات إقليمية متزايدة وتحديات اقتصادية وأمنية تواجه لبنان، مما يجعل دور الجيش أكثر أهمية من أي وقت مضى.

وقد شملت الجولة زيارة مواقع متقدمة للجيش، والاطلاع على جاهزية الجنود، وتقديم الدعم المعنوي لهم. ووفقًا لبيان صادر عن مديرية التوجيه في الجيش، تهدف هذه الزيارة إلى “تأكيد التزام الجيش بتطبيق القرارات الدولية والحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة”.

أهمية الدور العسكري على طول الخط الأزرق

يعتبر الخط الأزرق، الذي رسمته الأمم المتحدة عام 2000 عقب انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان، منطقة حساسة للغاية. لم يكن هذا الخط مجرد ترسيم حدودي، بل أصبح رمزًا للتوترات المستمرة بين لبنان وإسرائيل. وقد ساهم انتشار الجيش اللبناني، بالتنسيق مع قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)، في الحفاظ على وقف إطلاق النار منذ حرب تموز 2006.

السياق التاريخي لقرار 1701

اعتمد قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701 في أغسطس 2006، بعد وقف إطلاق النار في حرب تموز. ويحدد القرار شروطًا لوقف الأعمال العدائية، وينص على سحب القوات الإسرائيلية من الأراضي اللبنانية، وانتشار الجيش اللبناني في جنوب الليطاني، بالإضافة إلى تعزيز دور اليونيفيل. وتعتبر هذه الزيارة التفقدية للعماد عون جزءًا من تطبيق هذا القرار.

تأتي زيارة قائد الجيش في وقت يشهد المنطقة تصاعدًا في التوترات، خاصة مع استمرار الاشتباكات الحدودية المتفرقة. يعتبر الجيش اللبناني الضامن الرئيسي للاستقرار في الجنوب، ووجوده القوي على الحدود يرسل رسالة ردع قوية.

بالإضافة إلى ذلك، يواجه لبنان أزمة اقتصادية حادة تؤثر على جميع القطاعات، بما في ذلك المؤسسة العسكرية. ومع ذلك، يحرص الجيش على الحفاظ على جاهزيته وقدرته على الدفاع عن البلاد، رغم الصعوبات المادية. هذا الثبات يبعث برسالة إيجابية للشعب اللبناني والمجتمع الدولي، ويؤكد أن الدولة لا تزال قادرة على أداء واجباتها.

من الناحية السياسية، يُنظر إلى الجيش اللبناني كمؤسسة جامعة تحظى بثقة واسعة من مختلف الأطراف السياسية. وفي ظل الانقسامات السياسية العميقة في لبنان، يلعب الجيش دورًا حاسمًا في الحفاظ على الوحدة الوطنية والسلم الأهلي.

وهناك الأمن الحدودي يظل أولوية قصوى للجيش اللبناني. وتشمل هذه الأولوية ليس فقط مواجهة أي تهديدات إسرائيلية محتملة، بل أيضًا مكافحة الإرهاب وتهريب الأسلحة والمخدرات. ويتعاون الجيش في هذا المجال مع الأجهزة الأمنية الأخرى، وبدعم من المجتمع الدولي.

علاوة على ذلك، يساعد الجيش في جهود الاستقرار الإقليمي من خلال التعاون مع اليونيفيل وتنفيذ المهام الموكلة إليه بموجب قرار 1701. تهدف هذه الجهود إلى الحفاظ على وقف إطلاق النار ومنع التصعيد في المنطقة، وتعزيز الثقة بين الأطراف المتنازعة.

يذكر أن الجيش اللبناني يتلقى تدريبًا ودعمًا عسكريًا من الولايات المتحدة ودول أخرى، بهدف تعزيز قدراته الدفاعية وتحسين أدائه. وتعتبر هذه المساعدات جزءًا من الجهود الدولية الرامية إلى دعم الجيش اللبناني في مهمته الحفاظ على الأمن والاستقرار في لبنان.

في الختام، يترقب المراقبون استمرار الجيش اللبناني في تعزيز تواجده في الجنوب وتطبيق القرارات الدولية. من المتوقع أن تشهد المنطقة استمرارًا في التوترات، مما يتطلب من الجيش الحفاظ على أعلى مستويات الجاهزية والاستعداد. كما يراقب المجتمع الدولي الوضع في الجنوب عن كثب، ويحث على الحوار والحلول السلمية لتجنب أي تصعيد.

شاركها.