بدأت هيئة التراث أعمال المسح الأثري الميداني في مدينة الرياض والمناطق المحيطة بها ضمن أحد مراحل مشروع اليمامة، الذي يُعد من المشروعات الرائدة في مجال حصر وتوثيق المواقع الأثرية بالمملكة.
ويهدف المشروع إلى دراسة المواقع ذات القيمة التاريخية، إذ جرى العثور على مجموعة متنوعة من الأدوات الحجرية التي تعود إلى العصور الحجرية، والتي يجري حالياً دراستها للتعرف على طرق تصنيعها واستخدامها، بما يسهم في رسم صورة متكاملة عن حياة الإنسان في تلك الحقبة الزمنية.
وأظهرت الأعمال الأولية دلائل قوية على استيطان بشري للعصور الحجرية في المنطقة، تمثل في اكتشاف خامات تستخدم في تصنيع الأدوات الحجرية، بالإضافة إلى شظايا وكسر حجرية ناتجة عن ورش تصنيعية لتلك الأدوات.
كما أشار الخبراء إلى أهمية هذه الاكتشافات في إثراء المعرفة حول تطور الحياة البشرية في المنطقة.
تقنيات المسح الأثري
جدير بالذكر أن المشروع يعتمد على أحدث التقنيات في مجال المسح الأثري، ومنها أجهزة تحديد المواقع GPS، والطائرات بدون طيار (الدرون)، والتصوير ثلاثي الأبعاد، والمسح الراداري الأرضي، بالإضافة إلى أنظمة المعلومات الجغرافية GIS، والكاميرات المتخصصة في التصوير الفوتوغرافي.
وتتيح هذه التقنيات جمع بيانات دقيقة وشاملة تُسهم في توثيق المواقع الأثرية بشكل علمي.
وكانت المراحل السابقة للمشروع قد تضمنت جمع الأدبيات العلمية والدراسات الأثرية والتاريخية والجغرافية ذات الصلة، في إطار جهود هيئة التراث لحماية وتوثيق التراث الثقافي للمملكة العربية السعودية، وتسليط الضوء على الإرث الحضاري الثري الذي تزخر به المنطقة.