كشفت مشاهد حصرية -حصلت عليها قناة الجزيرة- واقعا مأساويا داخل المستشفى الإندونيسي شمالي قطاع غزة، حيث أظهرت حجم الدمار الكبير الذي لحق بمرافقه، فيما يواجه المحاصرون داخله ظروفا إنسانية بالغة الصعوبة.
وأظهرت المشاهد تعرّض قسم العناية الفائقة في المستشفى لقصف مدفعي إسرائيلي مباشر، ما أدى إلى تدمير الأسرّة والمعدات الطبية، وتبعثر الأدوية التي كانت موجودة على الأرفف، مما جعل الوصول إلى القسم الواقع في الطابق الثالث أمرا شديد الخطورة.
وحسب مراسل الجزيرة، محمد قريقع، فإن نحو 23 شخصا من الكوادر الطبية والمرضى والجرحى -معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن- من المحاصرين في المستشفى يواجهون ظروفا إنسانية قاسية داخله، في ظل نقص حاد في المقومات الأساسية للحياة.
وأظهرت المشاهد اضطرار المحاصرين إلى استخدام المحاليل الطبية كبديل عن الماء في طهي الطعام، بعد انقطاع إمدادات المياه بشكل كامل.
ووثقت المشاهد محاصرة الدبابات الإسرائيلية المستشفى وإطلاقها النار بشكل متكرر تجاهه، مما يمنع حركة الكوادر الطبية بين الغرف والممرات.
وكانت الجزيرة قد حصلت في وقت سابق على مشاهد حصرية تظهر حجم الدمار الهائل الذي أحدثته الآليات العسكرية الإسرائيلية في محيط المستشفى وعمليات تجريف واسعة النطاق، شملت مربعات سكنية بأكملها في تلك المنطقة.
وتتزايد المخاوف من احتمال اقتحام المستشفى في الأيام المقبلة، على غرار ما حدث في مستشفى كمال عدوان، خاصة مع استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في شمال قطاع غزة لما يزيد على 100 يوم.
وكانت مصادر طبية قالت للجزيرة إن 23 فلسطينيا استشهدوا في غارات إسرائيلية على مناطق عدة في القطاع منذ صباح السبت، 17 منهم شمالي القطاع.
وبدعم أميركي ترتكب إسرائيل، منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 156 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.