مسيّرات تستهدف موسكو ومروحية بوتين تعبر “منطقة خطيرة”

استهدفت مسيّرات أوكرانية موسكو اليوم الأحد عقب ما وُصف بأوسع هجوم جوي روسي على أوكرانيا، في حين كشف ضابط روسي عن “مخاطرة” قامت بها مروحية الرئيس فلاديمير بوتين فوق مقاطعة كورسك الحدودية.

فقد قال عمدة موسكو إن الدفاعات الجوية الروسية أسقطت 4 مسيرات أوكرانية كانت تتجه نحو مطارات في العاصمة موسكو.

وفرضت هيئة الطيران الروسية قيودا مؤقتة على حركة الملاحة الجوية في المطارات الثلاثة.

وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت في وقت سابق اليوم أن منظومات الدفاع الجوي العاملة أسقطت 110 مسيّرات أوكرانية فوق الأراضي الروسية الليلة الماضية.

وقالت الوزارة إن 13 مقاطعة روسية تعرضت لهجمات بمسيرات أوكرانية بينها مقاطعة موسكو والقرم، دون وقوع إصابات.

من جانبها، أعلنت سلطات مقاطعة بريانسك الروسية مقتل امرأة وإصابة رجل بنيران مسيرة أوكرانية استهدفت سيارة في المقاطعة.

أوسع هجوم

وفي وقت مبكر اليوم، تعرضت أوكرانيا لهجمات روسية استخدمت فيها 367 مسيرة وصاروخا، بحسب القوات الجوية الأوكرانية.

وقالت كييف إن هذه الهجمات هي الأوسع على الإطلاق منذ بدء الحرب أواخر فبراير/شباط 2022.

وأفاد مراسل الجزيرة بتعرض العاصمة كييف ومقاطعات أوكرانية لهجمات روسية واسعة بالمسيرات والصواريخ طوال الليل وحتى صباح اليوم.

وأعلنت الإدارة العسكرية في كييف مقتل 8 أشخاص وإصابة 16 في الهجمات التي وصفتها كييف بأنها الأكبر منذ بدء الحرب.

كما أعلنت السلطات المحلية في كل من ميكولايف (جنوب) وجيتومر وخميلنيتسكي (غرب) سقوط قتلى وجرحى جراء القصف الروسي.

وفي ردود الفعل، وصف المبعوث الأميركي إلى أوكرانيا كيث كيلوغ الهجوم الروسي على كييف بالمخزي، مشددا على ضرورة وقف إطلاق النار فورا.

وقال كيلوغ إن الهجوم على كييف خرق واضح لبروتوكولات جنيف للسلام الموقعة عام 1977.

من جهته، قال وزير الخارجية الألماني يوهان فاديبول إن الهجمات الروسية الكبيرة على أوكرانيا تظهر عدم اهتمام بوتين بالسلام.

وأضاف فاديبول أنه يجب الرد على روسيا بفرض مزيد من العقوبات.

وسعت الولايات المتحدة ودول غربية أخرى إلى وقف غير مشروط لإطلاق النار لمدة 30 يوما تمهيدا لمفاوضات سلام بين روسيا وأوكرانيا.

وعلى الرغم من أن الجانبين الروسي والأوكراني عقدا مؤخرا جولة محادثات أولى في إسطنبول، فإنه لم يتم إحراز أي تقدم.

تبادل الأسرى

في الأثناء، أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن إنجاز المرحلة الثالثة من تبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا، بتبادل 303 أسرى من كل طرف.

وأكدت الوزارة -في بيان- مبادلة ألف أسير روسي، بينهم مدنيون، بألف عسكري أوكراني منذ الخميس وحتى اليوم.

وأوضحت أن هذا التبادل يأتي في إطار ما اتفق عليه في جولة مفاوضات إسطنبول الأخيرة بين الجانبين.

وأكد ألكسندر فومين نائب وزير الدفاع الروسي تنفيذ الاتفاقات التي توصلت إليها روسيا وأوكرانيا بشأن تبادل الأسرى بشكل كامل، وأعرب عن أمله في أن تسهم عملية تبادل الأسرى في خلق أجواء مواتية.

If military aid to the Banderite regime continues, the buffer zone could look like this: pic.twitter.com/0ueLOTeJaH

— Dmitry Medvedev (@MedvedevRussiaE) May 25, 2025

منطقة عازلة

ومع تواصل الهجمات المتبادلة، هدد ديمتري ميدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي بإنشاء منطقة عازلة تشمل كل أراضي أوكرانيا تقريبا إذا استمرت المساعدات العسكرية الغربية لكييف.

ونشر ميدفيديف مقطع فيديو في حساباته على منصات التواصل الاجتماعي يظهر كيف أن المنطقة العازلة تتوسع تدريجيا لتشمل كامل أراضي أوكرانيا.

يذكر أن روسيا تسيطر حاليا على حوالي 20% من أراضي أوكرانيا، وكانت ضمت شبه جزيرة القرم إليها عام 2014، وتؤكد أنها لن تتنازل عن هذه الأراضي في إطار أي تسوية محتملة مع أوكرانيا.

قائد فرقة دفاع جوي روسية لقناة “روسيا 1”: “خلال زيارته لمقاطعة كورسك، وجدت مروحية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ذاتها في مركز هجوم ضخم شنته طائرات مسيرة أوكرانية، لكن الجيش الروسي ضمن سلامة الرئيس بشكل كامل” pic.twitter.com/cqBH2Wk31w

— Sputnik Arabic (@sputnik_ar) May 25, 2025

مروحية بوتين

من جهة أخرى، كشف يوري داشكين، وهو قائد فرقة دفاع جوي روسية، عن هجوم أوكراني بالمسيرات تزامن مع تحليق مروحية الرئيس فلاديمير بوتين خلال زيارته مقاطعة كورسك (غربي روسيا) في 20 مايو/أيار الجاري.

ونقلت وسائل إعلام روسية عن داشكين قوله إن كثافة هجمات المسيرات الأوكرانية أثناء عبور مروحية الرئيس فوق كورسك في العشرين من الشهر الجاري ازدادت بشكل ملحوظ.

وأضاف القائد الروسي أن أنظمة الدفاع الجوي الروسية تصدت لتلك الهجمات، وأمنت عبور طائرة الرئيس بوتين.