شهدت إسرائيل توترا أمنيا وعسكريا بعد اقتحام محتجين معسكر سدي تيمان بصحراء النقب، احتجاجا على اعتقال جنود متهمين بالتنكيل بأسير فلسطيني والاعتداء عليه، مما أثار تفاعل منصات التواصل.
معسكر سدي تيمان، وصفته منظماتٌ حقوقية بأنه “غوانتانامو إسرائيل”، يقع على بعد 30 كيلومترًا من قطاع غزة، ويعتقل فيه جيش الاحتلال مئاتِ الأسرى الفلسطينيين من القطاع، والذين تم اعتقالهم منذ السابع من أكتوبر/تشرين أول الماضي.
وحسبما كشفت عنه صيحفة هآرتس الإسرائيلية، فإن 36 شخصًا من بين هؤلاء الأسرى قتلوا نتيجة التعذيب الشديد، من أصل 84 أسيرا قتلوا داخل سجون الاحتلال منذ بداية الحرب على قطاع غزة
وحاصر المحتجون الإسرائيليون معسكر سدي تيمان ونجح بعضُهم في اقتحامه، وطالبوا بإطلاق سراح الجنود المعتقلين، فاندلعت صدامات بين ضباط الشرطة العسكرية من جهة وجنود الاحتياط والمحتجين من جهة أخرى.
وعلى إثر ذلك، نقلت الشرطة العسكرية الجنود التسعة إلى قاعدة بيت ليد العسكرية، لكن أنصار اليمين سرعان ما توجهوا إلى تلكَ القاعدة أيضا واقتحموها، وتجددت المناوشات بداخلها.
وعلق جيش الاحتلال الإسرائيلي على الأمر في بيان قال فيه “ما يجري حالة فوضى تضر بأمن الدولة، واقتحام المعسكر جريمة جنائية”.
وأعلن الجيش سحب قوات من الضفة الغربية وقطاع غزة، واستدعى جنودا مكلفين بالقتال في القطاع، لتأمين معسكر بيت ليد وحماية المحكمة التي تنظر في التهم الموجهة للجنود التسعة.
لكن وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير هاجم المدعية العسكرية الإسرائيلية، على خلفية التحقيق مع الجنود التسعة، وطالب بضرورة حصول جنود الاحتياط على الدعم الكامل.
بدوره، طالب وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالتحقيق في منع بن غفير الشرطة من التحرك ضد مقتحمي معسكري بيت ليد وسدي تيمان.
تفاعل مغردين
ورصد برنامج شبكات (30/7/2024) جانبا من تعليقات مغردين على اقتحام معسكرات جيش الاحتلال وما تعرض له معتقلوا غزة في تلك المعسكرات ومن ذلك ما كتبه رشيد “لو لم تكن في الحرب سوى معاناة الأسرى في معتقل سدي تيمان، لغرقنا في هموم هؤلاء المعذبين”.
أما عاكف محفوظ، فكتب “جيش الاحتلال يحاول يعمل مسرحية من التحقيق مع 9 جنود اتهموا باغتصاب أسير لإظهار أن إسرائيل دولة مؤسسات وليست عصابات إجرامية.. لكن المسرحية تحولت إلى حرب داخلية”.
أما صوفيا فغردت قائلة “ما يحدث هو خطة من نتنياهو لضرب المحكمة التي تهدده وفي نفس الوقت أظهرت الوجه الحقيقي لمجتمع متطرف مجرم.. أين الوزراء؟ يشاركون في الهجوم ويرفضون احترام قوانينهم!”.
فيما قال خالد العبري “هل مع مثل هذا الكيان المنحط أخلاقيا، القذر سلوكيا، المتطرف دينيا وفكريا، مجرم الحرب، ومرتكب الإبادة، المتجاوز لكل القيم والقوانين والأعراف الإنسانية؛ تقام العلاقات، وتعقد الصفقات، وترجى المحبة والصداقة؟”.
وتساءل عمار “أين كان الشعب الإسرائيلي من قتل واعتقال الآلاف من الفلسطينيين العزل؟ هذا التصرف يبين مدى عنصريتهم وأنهم لا يختلفون مع حكومتهم في كل توجهاتها باستثناء توقيف بعض الجنود”.
بدورها، نشرت حركة حماس بيانًا للتعليق على تقارير تعذيب الأسرى، قالت فيه: “ما يرتكبه الاحتلال الإسرائيلي في حق آلاف المختطفين من الحركة في قاعدة سدي تيمان وما يمارس ضدهم من تعذيب ممنهج يؤكد طبيعة إسرائيل المارقة عن القيم الإنسانية”.