تشير التوقعات الاقتصادية إلى أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي قد يقدم على خفض ثالث على التوالي لأسعار الفائدة في ديسمبر 2024، في ظل إشارات واضحة على تراجع التضخم وتحسن أداء الاقتصاد الأمريكي. تأتي هذه التوقعات بعد تخفيضات سابقة في أسعار الفائدة بهدف دعم النمو الاقتصادي وتقليل تكاليف الاقتراض، وفق ما أوردته شبكة “سي إن إن” الأمريكية.

توقعات أسعار الفائدة الأمريكية

تشير توقعات مستثمري الأسهم الأمريكية إلى احتمال خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس إضافية، ليصل المعدل المستهدف إلى حوالي 4.75%. هذا يأتي ضمن نهج “التيسير التدريجي” الذي يتبناه الفيدرالي لدعم النمو الاقتصادي المستمر دون التسبب في ضغوط تضخمية كبيرة.
اقرأ أيضاً: قفزة كبيرة في مراكز الشراء بالدولار الأمريكي وأسبوع متباين للسلع

حركة الأسهم الأمريكية في نوفمبر

سجلت الأسهم الأمريكية مكاسب ملحوظة خلال الشهر الماضي، حيث استفادت الأسواق من توقعات خفض الفائدة التي عززت شهية المستثمرين للمخاطرة. وارتفع مؤشر S&P 500 مدعوماً بالأداء القوي لقطاع التكنولوجيا، وفوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأمريكية، كما قفز مؤشر ناسداك بنسبة 2.3% نتيجة الطلب المرتفع على الأسهم ذات النمو المرتفع. أما مؤشر داو جونز فحقق مكاسباً بنسبة 1.2% مدفوعاً بأداء الشركات الصناعية.

عوامل داعمة لخفض الفائدة

من بين العوامل التي قد تدفع الفيدرالي للنظر في تخفيض جديد تراجع التضخم، وانخفاض أسعار السلع والخدمات الأساسية مقارنةً بالعام الماضي، مع تحسن سوق العمل، فرغم تباطؤ النمو في بعض القطاعات، يظل سوق العمل قوياً مع معدلات بطالة منخفضة. ويضاف إلى ذلك عودة الإنفاق الاستهلاكي تدريجياً بسبب ارتفاع الأجور واستقرار أسعار الطاقة.
اقرأ أيضاً: لماذا تراجع سعر الذهب في تداولات الأسبوع الأخير من نوفمبر؟

مخاطر التيسير النقدي

على الرغم من هذه التوقعات الإيجابية، يحذر بعض المحللين من مخاطر استمرار التيسير النقدي، مثل احتمال زيادة الضغوط على الدولار الأمريكي أو ارتفاع أسعار السلع الأساسية مرة أخرى بسبب ضعف العملة.
ومع اقتراب نهاة عام 2024، يترقب المستثمرون قرارات الفيدرالي وتأثيرها على الأسواق المالية. ويبدو أن الاحتياطي الفيدرالي يسير بحذر نحو خفض الفائدة لدعم الاقتصاد دون التسبب في تضخم مفرط، وهو ما قد يبقي الأسواق في حالة تفاؤل حذر خلال الفترة المقبلة.

شاركها.