تدفق المساعدات إلى السويداء: جهود إنسانية في ظل التوترات
دخلت قوافل المساعدات الإغاثية والغذائية التابعة للهلال الأحمر العربي السوري، اليوم الثلاثاء، إلى محافظة السويداء عبر ممر بصرى الحرير بريف درعا. يأتي ذلك في إطار الجهود المستمرة لتقديم الدعم الإنساني للمناطق المتضررة في الجنوب السوري، وفق ما أعلنت وكالة الأنباء السورية “سانا”.
التأكيد على تسهيل دخول المساعدات
جددت وزارة الخارجية السورية التأكيد على عدم وجود قيود تعيق دخول المساعدات إلى المناطق الجنوبية من البلاد، بما في ذلك محافظتي السويداء ودرعا. جاء هذا التصريح عقب اجتماع مع عدد من القيادات الأمنية السورية، حيث دعت الوزارة إلى تعزيز الاستجابة الإنسانية للمتضررين في هذه المناطق.
وأشارت الخارجية السورية إلى أنه تم تسيير أكثر من 12 قافلة مساعدات إلى السويداء منذ بداية الأزمة، داعية الدول المانحة لزيادة حجم التمويلات الموجهة للبرامج الإنسانية في البلاد.
خلفية النزاع وتداعياته
شهدت محافظة السويداء اشتباكات عنيفة استمرت أسبوعاً في يوليو الماضي بين مقاتلين دروز وعشائر بدوية. وقد تدخلت قوات الأمن الحكومية لوقف المواجهات بين الجانبين، مما أدى إلى نزوح نحو 200 ألف شخص جراء النزاع، وفق تقديرات الأمم المتحدة.
منذ 19 يوليو الماضي، تشهد المحافظة وقفاً لإطلاق النار عقب الاشتباكات الدامية التي خلفت مئات القتلى. وفي هذا السياق، أكد الرئيس السوري أحمد الشرع وحدة الأراضي السورية مشيراً إلى وجود “أطراف تستقوي بإسرائيل” لكنها لن تتمكن من تحقيق أهدافها.
ردود الفعل الدولية والتقارير الحقوقية
في غضون ذلك، رحبت فرنسا بنشر تقرير لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن سورية الذي صدر مؤخراً حول الانتهاكات المرتكبة ضد المدنيين في الساحل والمناطق الوسطى-الغربية بين يناير ومارس 2025. واعتبرت فرنسا أن الوثيقة تشكل محطة رئيسية لكشف الحقائق وضمان محاسبة المسؤولين عن تلك الانتهاكات.
وأكدت الخارجية الفرنسية أن التوصيات الواردة في التقرير يجب أن تُنفذ بشكل كامل كما التزمت بذلك السلطات السورية، بما يساهم في ترسيخ السلم الأهلي ومنع تكرار الجرائم وحماية المدنيين.
مواقف الأطراف المختلفة
وفي سياق متصل، وجه وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني رسالة إلى رئيس لجنة التحقيق الدولية المستقلة باولو سيرجيو بينييرو أكد فيها على موقف الحكومة السورية تجاه التقرير والالتزام بمعالجة القضايا المطروحة فيه.
السياق الإقليمي والدولي
المملكة العربية السعودية: تلعب المملكة دورًا مهمًا على الصعيد الدبلوماسي والإقليمي فيما يتعلق بالأزمة السورية. تدعم الرياض الجهود الرامية لتحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة عبر الوسائل الدبلوماسية والحوار البناء مع مختلف الأطراف المعنية بالصراع السوري.
الدور السعودي يعكس توازنًا استراتيجيًا: تسعى المملكة العربية السعودية لتعزيز الاستقرار الإقليمي من خلال دعم المبادرات الإنسانية والسياسية التي تهدف لإنهاء الصراع وتحقيق السلام الدائم للشعب السوري. كما تعمل على حشد الدعم الدولي لزيادة التمويلات المقدمة للبرامج الإنسانية والإغاثية داخل سوريا.