قال نائب رئيس الوزراء غان كيم يونغ اليوم السبت، إن الرسوم الجمركية الأميركية على الأدوية قد لا تُحدث “تأثيراً فورياً” على شركات صناعة الأدوية في سنغافورة، موضحاً أن الحكومة تجري محادثات مع واشنطن للحصول على مزيد من التفاصيل حول هذه الرسوم.
أوضح غان، الذي يشغل أيضاً منصب وزير التجارة والصناعة، للصحفيين أن غالبية شركات الأدوية في سنغافورة أنشأت بالفعل قدراتها الإنتاجية داخل الولايات المتحدة أو تخطط لفعل ذلك، ما قد يتيح لها الاستفادة من إعفاء محتمل من الرسوم المرتقبة على الأدوية. وأضاف أن الشركات تسعى أيضاً إلى للحصول على توضيح بشأن مدى أهليتها للاستثناء.
لم يتضح بعد التأثير الكامل للرسوم الجمركية المعلنة، في ظل غياب التفاصيل من البيت الأبيض، إلى جانب مؤشرات وردت في منشورات الرئيس دونالد ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي تفيد بإمكانية إعفاء الشركات التي تخطط للتصنيع داخل الولايات المتحدة.
صادرات الأدوية إلى أميركا
أعلن ترمب أن الرسوم الجمركية ستدخل حيز التنفيذ في الأول من أكتوبر ما لم تباشر الشركات إنشاء مصانع داخل الولايات المتحدة. وجاء هذا القرار ضمن سلسلة من الرسوم الجديدة التي كشف عنها يوم الخميس في واشنطن، شملت فرض 25% على الشاحنات الثقيلة المستوردة، و50% على خزائن المطبخ، و30% على الأثاث المنجد.
أشار غان إلى أن شركات صناعة الأدوية مثل “فايزر” (Pfizer) و”أمجين” (Amgen) و”ميرك آند كو” (Merck & Co.) لديها منشآت في سنغافورة، حيث تمثل صناعة الأدوية نحو 13% من الصادرات إلى الولايات المتحدة، بما يفوق 4 مليارات دولار سنغافوري (3.1 مليار دولار أميركي). كما تنتج مصانع “نوفارتيس” (Novartis AG) و”أبفي” (AbbVie) أدوية بيولوجية بارزة مثل “كوسنتيكس” (Cosentyx) و”سكايريزي” (Skyrizi) الموجهة للأسواق العالمية.
ويُذكر أن الشركات الخمس جميعها تمتلك أيضاً منشآت تصنيع في الولايات المتحدة.
القلق من الرسوم الأميركية
أبدى مسؤولون في سنغافورة قلقهم إزاء تداعيات رسوم ترمب على قطاع الأدوية، وأجروا محادثات مع نظرائهم الأميركيين لمناقشة هذه القضية.
وفي مذكرة بحثية، حذر خبراء اقتصاديون في “باركليز” (Barclays PLC) من انكشاف سنغافورة لمخاطر محتملة، موضحين أن الدولة-المدينة عرضة للتأثر من خلال صادرات الأدوية المباشرة وعبر شحن السلع الوسيطة إلى دول أخرى.
اقرأ أيضاً: سنغافورة ازدهرت في عالم بقيادة أميركا.. لكن ماذا عن الآن؟
كانت سنغافورة قد تفادت في البداية أشد الرسوم الجمركية صرامة، إذ فُرضت عليها رسوم أساسية نسبتها 10%، بينما واجهت بعض دول جنوب شرق آسيا رسوماً بلغت 40%. لكن المسؤولين حذروا من أن الاضطرابات الاقتصادية العالمية ستلقي بظلالها على اقتصاد البلاد المعتمد على التجارة، فيما برزت سلاسل توريد الأدوية كأحد المحاور الرئيسية في المباحثات مع واشنطن.
يقدّر “باركليز” حالياً أن معدل الرسوم الفعلي على سنغافورة سيأتي مباشرة خلف فيتنام التي ستخضع لنسبة 20% عند التنفيذ. وكان رئيس الوزراء لورانس وونغ قد انتقد الرسوم الأميركية عقب إعلانها لأول مرة في أبريل، قائلاً للمشرعين: “هذه ليست أفعالاً يقوم بها المرء تجاه صديق”.
وأوضح غان أن “الاستثمارات ستصبح أكثر تنافسية بكثير خلال الفترة المقبلة، وسنغافورة ستواجه تحدي المنافسة مع العديد من الدول، بما فيها الولايات المتحدة، لاجتذاب استثمارات جديدة، وهو تحدٍّ يلازمنا منذ البداية”.