أظهرت أحدث الأبحاث إمكانات واعدة للمركب النباتي “سابانون أ” المستخلص من نبات سيسالبينيا سابان في علاج الأكزيما العصبية، وهو مرض جلدي مزمن يسبب حكة والتهابات. توصلت دراسة حديثة أجرتها فرق بحثية صينية إلى أن هذا المركب قد يساعد في تقليل الأعراض المرتبطة بهذا الاضطراب الجلدي الشائع، خاصةً لدى الأطفال. وقد نشرت نتائج هذه الدراسة في مجلة “أبحاث العلاج بالنبانات” في 15 ديسمبر 2025.

أجريت الدراسة بشكل مشترك من قبل الأكاديمية الصينية للعلوم الطبية وكلية بكين الطبية المتحدة، وشملت تجارب معملية ونماذج حيوانية. تشير النتائج إلى أن “سابانون أ” قد يكون بديلاً علاجياً فعالاً، وربما أقل ضرراً، مقارنةً بالعلاجات التقليدية المستخدمة حالياً. تأتي هذه النتائج في وقت يزداد فيه البحث عن علاجات طبيعية للأمراض الجلدية.

الأكزيما العصبية: نتائج الدراسة وتأثير “سابانون أ”

ركزت الدراسة على تأثير المركب “سابانون أ” على الخلايا الجلدية المصابة. وتبين أن المركب يقلل بشكل ملحوظ من إنتاج السيتوكينات الالتهابية، وهي جزيئات تلعب دوراً رئيسياً في تطور الحكة والاحمرار المرتبطين بالأكزيما. هذا التأثير المضاد للالتهابات هو ما يجعله واعداً في علاج هذا المرض.

أظهرت التجارب على الفئران المصابة بالأكزيما العصبية تحسناً ملحوظاً في أعراض الجلد بعد العلاج بـ “سابانون أ”. شمل هذا التحسن تقليل التورم، والاحمرار، والجفاف، مما يشير إلى قدرة المركب على تهدئة الالتهاب واستعادة صحة الجلد. تعتبر هذه النتائج مشجعة للغاية.

آلية عمل المركب النباتي

يعتقد الباحثون أن “سابانون أ” يعمل عن طريق استهداف مسارات بيولوجية محددة مسؤولة عن الالتهاب في الجلد. على الرغم من أن الآلية الدقيقة لا تزال قيد الدراسة، إلا أن النتائج الأولية تشير إلى أنه قد يكون قادراً على تعديل استجابة الجهاز المناعي في الجلد، مما يقلل من الالتهاب والأعراض المصاحبة له. هذا النهج العلاجي يختلف عن العديد من العلاجات التقليدية التي تركز على قمع الأعراض فقط.

بالإضافة إلى ذلك، يرى الخبراء أن استخدام المركبات النباتية قد يقلل من الآثار الجانبية المحتملة المرتبطة بالعلاجات الدوائية التقليدية، مثل الستيرويدات ومثبطات الكالسينيورين. هذه العلاجات، على الرغم من فعاليتها، قد تحمل مخاطر طويلة الأمد، خاصةً مع الاستخدام المتكرر. التركيز على العلاجات الطبيعية يمثل اتجاهاً متزايداً في مجال الرعاية الصحية.

التحديات القادمة والخطوات التالية في أبحاث علاج الجلد

على الرغم من النتائج الواعدة، يؤكد الباحثون أن هذه الدراسة لا تزال في مراحلها الأولية. حتى الآن، تم إجراء التجارب على نماذج حيوانية وخلايا جلدية في المختبر، ولا تزال هناك حاجة ماسة إلى دراسات سريرية واسعة النطاق على البشر لتقييم فعالية وأمان “سابانون أ” بشكل كامل. من المتوقع أن تبدأ هذه الدراسات في الربع الأول من عام 2026.

تشمل التحديات الرئيسية في هذه المرحلة تحديد الجرعة المثالية من المركب، وطريقة إعطائه، وتقييم أي تفاعلات محتملة مع الأدوية الأخرى. كما يجب مراقبة أي آثار جانبية محتملة بعناية. تعتبر هذه الخطوات ضرورية لضمان سلامة وفعالية العلاج قبل اعتماده للاستخدام العام.

يمثل هذا الاكتشاف خطوة مهمة نحو تطوير علاجات طبيعية للأكزيما العصبية، ويعزز الاهتمام بالبحث عن مركبات نباتية أخرى ذات خصائص علاجية مماثلة. سيراقب الباحثون عن كثب نتائج الدراسات السريرية القادمة لتحديد ما إذا كان “سابانون أ” يمكن أن يصبح خياراً علاجياً قيماً للمرضى الذين يعانون من هذا الاضطراب الجلدي المزمن. تعتبر التهابات الجلد من المشاكل الصحية المتزايدة، مما يجعل البحث عن حلول فعالة أمراً بالغ الأهمية. كما أن دراسة العلاج بالاعشاب تكتسب زخماً كبديل واعد للعلاجات التقليدية.

شاركها.