أعلنت شركة نكست إيرا للطاقة (NextEra Energy) عن خططها لإعادة فتح محطة دوين أرنولد للطاقة النووية في ولاية أيوا الأمريكية، بعد توقفها عن العمل في عام 2020. يأتي هذا القرار على الرغم من الأضرار التي لحقت بالمحطة خلال عاصفة “ديريتشو” القوية التي ضربت المنطقة في ذلك العام، مما أثار تساؤلات حول السلامة النووية في ظل الظروف الجوية المتطرفة. وتؤكد الشركة وهيئة التنظيم النووي الأمريكية (NRC) أن المحطة صُممت لتحمل مثل هذه الأحداث.
وقع الحادث في محطة دوين أرنولد، الواقعة بالقرب من مدينة سيدار رابيدز في ولاية أيوا، في أغسطس 2020، عندما اجتاحت المنطقة عاصفة “ديريتشو” شديدة. تسببت العاصفة في أضرار واسعة النطاق، بما في ذلك تدمير أبراج التبريد الخاصة بالمحطة. ومع ذلك، أكدت الهيئة التنظيمية الأمريكية أن هذه الأضرار لم تشكل خطرًا كبيرًا على الجمهور.
تعزيز السلامة النووية في محطة دوين أرنولد
على الرغم من أن الهيئة التنظيمية النووية ترى أن المحطة كانت تعمل وفقًا للتصميم، تخطط نكست إيرا لتنفيذ تدابير إضافية لتعزيز السلامة. يشمل ذلك تركيب مولد ديزل ثالث لتوفير طاقة احتياطية إضافية، بالإضافة إلى تصميم أبراج التبريد الجديدة بمقاومة أعلى للرياح. تهدف هذه التحسينات إلى زيادة قدرة المحطة على التعامل مع الظروف الجوية القاسية في المستقبل.
تصميم المحطات النووية لمواجهة الظروف القاسية
تخضع المحطات النووية الأمريكية لمعايير سلامة صارمة تفرضها الهيئة التنظيمية النووية. تتضمن هذه المعايير بناء هياكل المفاعلات بحيث تكون قادرة على تحمل “صواريخ الأعاصير” – أي الأجسام الكبيرة التي تصطدم بسرعة عالية. كما تتطلب المعايير وجود أنظمة وبرامج احتياطية للتخفيف من فقدان الطاقة الخارجية، مثل تلك التي تحدث أثناء العواصف.
أكد شتاين، وهو مسؤول في الهيئة التنظيمية النووية، أن محطة دوين أرنولد صُممت للتعامل مع مثل هذه الأحداث بأمان. وأضاف أن هذا يوضح مدى قوة ومتانة هذه المحطات. ومع ذلك، فإن إعادة فتح المحطة تتطلب موافقة الهيئة التنظيمية النووية، والتي من المتوقع أن تراجع خطط السلامة الإضافية التي قدمتها نكست إيرا.
الدروس المستفادة من عاصفة ديريتشو
تعتبر عاصفة ديريتشو اختبارًا مهمًا لسلامة البنية التحتية للطاقة النووية في الولايات المتحدة. أظهرت الأحداث أن حتى المحطات المصممة لتحمل الظروف الجوية القاسية يمكن أن تتضرر. تسعى نكست إيرا إلى استخلاص الدروس من هذه التجربة وتطبيقها على محطة دوين أرنولد لضمان أعلى مستويات السلامة.
قال مايكل ديفيس، مستشار نكست إيرا، خلال اجتماع عام عقدته لجنة المرافق العامة في ولاية أيوا: “نحن ننظر إلى هذه الأحداث ونحاول استخلاص الدروس المستفادة، ونسأل أنفسنا: ما الذي يمكن أن يجعل المحطة أكثر أمانًا مما هي عليه؟”. وتشير الشركة إلى أنها تدرس أيضًا إمكانية تحسين أنظمة الحماية الأخرى في المحطة.
لم ترد ممثلو جوجل على طلبات التعليق حول ما إذا كانت الأضرار التي لحقت بمحطة دوين أرنولد خلال عاصفة ديريتشو أثارت أي مخاوف بشأن السلامة الإشعاعية أثناء الأحداث الجوية الشديدة. ومع ذلك، تؤكد الهيئة التنظيمية النووية أن جميع المحطات النووية تخضع لتقييمات منتظمة للمخاطر البيئية.
تتطلب متطلبات السلامة التابعة للهيئة التنظيمية النووية من المتقدمين “مراعاة الظروف الجوية والزلزالية الأكثر شدة المعروفة في المنطقة المقترحة” عند اختيار مواقع المفاعلات. وتضيف الهيئة أن المحطات النووية مبنية لتحمل المخاطر البيئية الشديدة، وأنها تحتفظ بأنظمة ومكونات وبرامج احتياطية للتخفيف من فقدان الطاقة الخارجية.
يرى لوكينفيتز، المهندس السابق في محطة دوين أرنولد، أن إعادة فتح المحطة بمثابة نوع من القيامة. لو لم تكن المحطة قد بدأت بالفعل في عملية التفكيك عندما ضربت عاصفة ديريتشو، لكانت قد أعيد بناؤها واستمرت في إنتاج الطاقة. وتؤكد أن المحطة عملت بالضبط كما صُممت للعمل، وأن العاصفة كانت بمثابة “العاصفة المثالية” من الظروف.
تعتبر الطاقة النووية مصدرًا مهمًا للطاقة في الولايات المتحدة، حيث توفر حوالي 20٪ من إجمالي إنتاج الكهرباء. ومع ذلك، فإن إدارة المخاطر النووية، وخاصة تلك المتعلقة بالظروف الجوية المتطرفة، تظل أولوية قصوى. تستمر الهيئة التنظيمية النووية في مراجعة وتحديث معايير السلامة لضمان حماية الجمهور والبيئة.
من المتوقع أن تواصل الهيئة التنظيمية النووية مراجعة خطط السلامة الإضافية التي قدمتها نكست إيرا لمحطة دوين أرنولد. لا يوجد جدول زمني محدد لإعادة فتح المحطة، ويعتمد ذلك على اكتمال المراجعة والموافقة على الخطط. سيكون من المهم مراقبة التطورات المتعلقة بهذه القضية، بما في ذلك أي تحديثات من الهيئة التنظيمية النووية ونتائج تقييمات السلامة الإضافية.






