كشفت وسائل إعلام عبرية، الخميس، عن تحركات دبلوماسية وأمنية مكثفة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، تهدف إلى توقيع مذكرة تفاهم سرية من شأنها ترسيخ العلاقات الاستراتيجية بين الطرفين، وتعزيز التعاون في مجالي التسلح والدفاع، في ظل تصاعد التوتر الإقليمي، خصوصًا في سوريا.
وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” إن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الذي يزور واشنطن حاليًا، عقد سلسلة من اللقاءات السياسية مع مسؤولين أمريكيين، من بينهم السيناتور الجمهوري البارز تيد كروز، حيث تناول الجانبان التطورات الأخيرة في سوريا، والملف الإيراني، ومستقبل التفاهمات الثنائية.
كاتس: وجودنا في سوريا يضمن أمن إسرائيل
وخلال لقائه بكروز، أدلى كاتس بتصريحات لافتة، إذ هاجم الرئيس السوري أحمد الشرع، معتبراً أن “الوجود العسكري الإسرائيلي في قمة جبل الشيخ ومنطقة الأمان داخل سوريا يمثل ضمانة لأمن إسرائيل”، في موقف يعكس استمرار إسرائيل في تبنّي سياسة التدخل العسكري المباشر في الأراضي السورية تحت ذرائع أمنية.
وتأتي هذه التصريحات بعد يومين فقط من دعوات أطلقها وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير ووزير الشتات عميحاي شيكلي، دَعَوَا فيها بشكل علني إلى اغتيال الرئيس السوري، ما أثار موجة من التنديد الإقليمي والدولي، وسط مخاوف من انزلاق التصعيد نحو مواجهة أوسع.
ملف إيران في صدارة المباحثات
وفي السياق ذاته، ذكرت القناة الإسرائيلية “12” أن زيارة كاتس إلى واشنطن تندرج في إطار التفاهمات المتواصلة بين إسرائيل والولايات المتحدة بشأن الملف النووي الإيراني، خصوصًا في أعقاب الضربات الجوية التي نفذها الجانبان الشهر الماضي ضد منشآت إيرانية.
وأشارت القناة إلى أن المباحثات الثنائية تناقش توقيع مذكرة تفاهم سرية جديدة بين وزارتي الدفاع الأمريكية والإسرائيلية، يُتوقع أن تتركز على ضمان أمن إسرائيل وشراء مزيد من الأسلحة الهجومية والدفاعية، ضمن إطار شراكة استراتيجية متقدمة.
وتأتي هذه التحركات في وقت تنفذ فيه إسرائيل، منذ أشهر، ضربات عسكرية متكررة داخل سوريا، قالت إنها تهدف إلى “حماية الدروز”، وهو ما تراه دمشق والمجتمع الدولي خرقًا لسيادتها وتصعيدًا قد يفتح الباب أمام مواجهة إقليمية مفتوحة. كما يتزامن ذلك مع توتر متصاعد بين تل أبيب وطهران، ومع استمرار تبادل الرسائل العسكرية بين الجانبين في عدة ساحات، أبرزها العراق وسوريا ولبنان.