أعلن الأمير سعود بن محمد آل سعود، المدير التنفيذي لمركز نمو السياحة، عن نجاح برامج المركز في دعم الشركات الناشئة في قطاع السياحة، حيث ساهمت في تخريج أكثر من 240 شركة ناشئة تعمل حالياً في السوق السعودية. يأتي هذا الإعلان في وقت يشهد فيه قطاع السياحة السعودي تطوراً كبيراً، مدفوعاً برؤية المملكة 2030 وأهدافها الطموحة لزيادة مساهمة السياحة في الناتج المحلي الإجمالي. يمثل هذا الدعم للشركات الناشئة جزءاً أساسياً من استراتيجية المركز لتعزيز الابتكار وتنويع العروض السياحية.
وقد صرح الأمير سعود بن محمد بهذه المعلومات خلال اجتماع حديث، مؤكداً على الدور المحوري الذي يلعبه مركز نمو السياحة في تحفيز ريادة الأعمال وتطوير الكفاءات في مجال السياحة والترفيه. وتعد هذه الشركات الناشئة إضافة نوعية للسوق، حيث تقدم حلولاً مبتكرة وتساهم في خلق فرص عمل جديدة، بحسب ما أوضح الأمير سعود.
دعم الشركات الناشئة وتعزيز الاستثمار في السياحة
يأتي دعم مركز نمو السياحة للشركات الناشئة في إطار جهود أوسع تبذلها المملكة لتحويل قطاع السياحة إلى ركيزة أساسية للتنمية الاقتصادية. تسعى رؤية 2030 إلى جذب 100 مليون سائح سنوياً بحلول عام 2030، وتهدف إلى زيادة مساهمة قطاع السياحة في الناتج المحلي الإجمالي إلى 10 بالمائة. ولتحقيق هذه الأهداف الطموحة، يعتبر دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وخاصة الشركات الناشئة، أمراً بالغ الأهمية.
برامج مركز نمو السياحة
يقدم مركز نمو السياحة مجموعة متنوعة من البرامج المصممة خصيصاً لمساعدة الشركات الناشئة في مجال السياحة. تشمل هذه البرامج التدريب، والإرشاد، والتمويل، والوصول إلى شبكات واسعة من الخبراء والمستثمرين. كما يوفر المركز مساحات عمل مشتركة ومنصات رقمية لدعم نمو هذه الشركات.
تأثير الشركات الناشئة على قطاع السياحة
تساهم الشركات الناشئة في إحداث تغييرات إيجابية في قطاع السياحة من خلال تقديم أفكار مبتكرة وتلبية احتياجات السوق المتغيرة. غالبًا ما تركز هذه الشركات على مجالات مثل السياحة البيئية، والتكنولوجيا السياحية (تطبيقات السفر والحجز، والواقع الافتراضي)، والخدمات السياحية المتخصصة. يؤدي هذا التنوع إلى تحسين تجربة السائح وزيادة جاذبية المملكة كوجهة سياحية متميزة.
بالإضافة إلى ذلك، تلعب هذه الشركات دوراً هاماً في تمكين الشباب السعودي وتشجيعهم على ريادة الأعمال. فهي توفر فرص عمل وخبرة عملية قيمة، وتشجع على الابتكار والإبداع. وقد أظهرت الإحصائيات الحديثة ارتفاعاً ملحوظاً في عدد الشباب السعودي الذين ينخرطون في قطاع ريادة الأعمال.
وحسب تقارير وزارة السياحة، فإن هذه الشركات الناشئة ليست مقتصرة على مناطق معينة بل تنتشر في مختلف أنحاء المملكة، مما يعكس التزام المركز بدعم التنمية السياحية المتوازنة. وتشمل هذه الشركات الناشئة كيانات تعمل في مجالات متنوعة كالإقامة، والمطاعم، وتنظيم الرحلات، والتسويق السياحي.
ومع ذلك، لا يزال هناك تحديات تواجه هذه الشركات، بما في ذلك صعوبة الحصول على التمويل، ونقص الكفاءات المتخصصة، والمنافسة الشديدة من الشركات الكبيرة. يتطلب التغلب على هذه التحديات تكثيف الجهود الحكومية والخاصة لتهيئة بيئة أعمال داعمة ومحفزة.
في المقابل، يتم العمل على تسهيل إجراءات تأسيس الشركات الناشئة وتخفيف الأعباء التنظيمية، بالإضافة إلى توفير برامج تدريبية متخصصة لتطوير مهارات رواد الأعمال. كما تسعى الحكومة إلى جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة لدعم نمو هذه الشركات.
وتشير البيانات إلى أن الاستثمار في السياحة في المملكة يشهد نمواً مطرداً، مدفوعاً بالخطط الطموحة لرؤية 2030 والمشاريع الكبرى التي يجري تنفيذها في مختلف مناطق المملكة، مثل مشروع نيوم ومشروع البحر الأحمر. ويساهم هذا النمو في خلق فرص جديدة للشركات الناشئة وتوسيع نطاق أعمالها.
يُذكر أن مركز نمو السياحة تأسس في عام 2019 بموجب قرار من مجلس الوزراء، بهدف دعم وتطوير قطاع السياحة في المملكة. ويعمل المركز كشريك استراتيجي للحكومة والقطاع الخاص، ويسعى إلى تحقيق أهداف رؤية 2030 في مجال السياحة.
وفي سياق متصل، تعمل وزارة السياحة على تحديث التشريعات واللوائح المتعلقة بقطاع السياحة، بهدف تسهيل الاستثمار وتعزيز الشفافية. كما تسعى الوزارة إلى تطوير البنية التحتية السياحية وتحسين جودة الخدمات المقدمة للسياح.
من المتوقع أن يعلن المركز عن تقرير مفصل حول أداء الشركات الناشئة المدعومة في الربع القادم، والذي سيتضمن بيانات حول الإيرادات، والنمو، وخلق فرص العمل. وستراقب الجهات المعنية عن كثب تطورات هذا القطاع، وتقييم فعالية البرامج والمبادرات القائمة، بهدف تحسينها وتطويرها بشكل مستمر.





