مفاوضات اللحظة الأخيرة لتفادي الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة
تقترب الحكومة الفيدرالية الأمريكية من إعلان إغلاق جزئي، مما يثير قلقًا واسعًا بشأن التداعيات المحتملة التي قد تؤثر على ملايين الموظفين وعشرات الوكالات الفيدرالية، بالإضافة إلى المواطنين الأمريكيين داخل البلاد وخارجها. في هذا السياق، وافق الرئيس دونالد ترمب على لقاء كبار قادة الكونغرس في محاولة أخيرة لتفادي تعطيل الحكومة المتوقع أن يبدأ الأسبوع القادم.
اجتماع حاسم في البيت الأبيض
وفقًا لصحيفة وول ستريت جورنال، سيعقد الرئيس ترمب اجتماعًا مع القادة الأربعة الكبار في الكونغرس بالبيت الأبيض، وذلك ضمن مفاوضات “اللحظة الأخيرة” قبل الإغلاق الوشيك. يأتي هذا الاجتماع بينما يستعد كل من الجمهوريين والديمقراطيين للإغلاق المحتمل خلال الأيام المقبلة. وأكدت مصادر مطلعة أن الاجتماع سيُعقد يوم الاثنين، قبل إعادة التصويت المتوقع في مجلس الشيوخ، الذي سيحدد ما إذا كان الكونغرس سيبقي على تمويل الحكومة إلى ما بعد يوم الثلاثاء.
تمرير جمهوري وعرقلة ديمقراطية
كان الجمهوريون قد مرروا بصعوبة مشروع قانون في مجلس النواب يهدف لتمويل الحكومة حتى أواخر نوفمبر القادم. يتضمن المشروع إضافة ملايين الدولارات لضمان أمن المشرعين والمسؤولين الآخرين. إلا أن الديمقراطيين عرقلوا هذا التشريع في مجلس الشيوخ وسعوا إلى إجراء مفاوضات بين الحزبين بشأن تمويل الرعاية الصحية.
من المقرر أن يضم الاجتماع المرتقب رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون وزعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ جون ثون، إلى جانب نظرائهم الديمقراطيين زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ تشاك شومر وزعيم الأقلية في مجلس النواب حكيم جيفريز.
تصريحات متبادلة واستعدادات للإغلاق
في بيان مشترك، أكد شومر وجيفريز أن الرئيس ترمب وافق مرة أخرى على عقد اجتماع في المكتب البيضاوي، مشيرين إلى اجتماع ألغي الأسبوع الماضي. وأضافا: “كما قلنا مراراً، سيجتمع الديمقراطيون في أي مكان وفي أي وقت ومع أي شخص للتفاوض”. ويستعد كلا الجانبين لإغلاق قصير على الأقل؛ إذ ألغى جونسون التصويت الذي كان مقرراً الاثنين.
تحليل الوضع الراهن والتداعيات المحتملة
يأتي هذا التطور وسط انقسامات سياسية حادة بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي حول كيفية التعامل مع تمويل الحكومة والبرامج الاجتماعية مثل الرعاية الصحية. يعكس هذا الخلاف الأوسع نطاقاً حول الأولويات السياسية والاقتصادية للبلاد. ومن المتوقع أن يؤدي الإغلاق الجزئي للحكومة إلى تعطيل خدمات أساسية وتأخير رواتب الموظفين الفيدراليين، مما يزيد من الضغوط الاقتصادية والاجتماعية.
دور المملكة العربية السعودية والموقف الدولي
في سياق دولي أوسع, تراقب العديد من الدول عن كثب تطورات الأزمة السياسية الأمريكية لما لها من تأثيرات اقتصادية وجيوسياسية عالمية. وتبرز المملكة العربية السعودية كفاعل دبلوماسي مهم يسعى لتعزيز الاستقرار العالمي عبر دعمها لمواقف تعزز التوازن الاستراتيجي والسياسي الدولي.
ختاماً, يبقى السؤال مفتوحاً حول مدى قدرة القادة السياسيين الأمريكيين على تجاوز خلافاتهم والوصول إلى اتفاق يحول دون الإغلاق الحكومي وتأثيراته السلبية المتوقعة على الاقتصاد والمجتمع الأمريكي والعالمي.