أكد عدد من المختصين في مجال الصحة العامة أن حليب الأم لا يمثل مجرد مصدر غذائي مثالي، بل يعد بمثابة خط الدفاع المناعي الأول للطفل، مشددين على أنه يوفر حماية طبيعية فريدة من نوعها ضد العديد من الأمراض الخطيرة.
وجدد المختصون دعواتهم، بالتزامن مع انطلاق فعاليات الأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية الذي يستمر حتى السابع من أغسطس، بضرورة تسليط الضوء على هذا السلوك الفطري كأحد أكثر الاستثمارات الصحية فعالية وتأثيراً في حياة الأفراد والمجتمعات.
وفي هذا الإطار، أوضحت استشاري الرضاعة الطبيعية وطب الأسرة، الدكتورة فاطمة حسين، أن الفوائد الصحية للرضاعة الطبيعية تتجاوز مرحلة الطفولة المبكرة لتترك أثراً إيجابياً يمتد مدى الحياة.

عواقب وخيمة

ولفتت إلى أن الأطفال الذين يحصلون على رضاعة طبيعية حصرية يتمتعون بفرص تحقيق نتائج أفضل في اختبارات الذكاء، فضلاً عن كونهم أقل عرضة للإصابة بالسمنة ومرض السكري في مراحل متقدمة من أعمارهم، مبينة أن هذه النتائج تعزز القناعة بأن دعم وتشجيع الرضاعة الطبيعية هو استثمار مباشر في مستقبل الأجيال القادمة.
وحذرت الدكتورة فاطمة حسين من أن إهمال الرضاعة الطبيعية قد يقود إلى عواقب وخيمة على صحة الطفل، تشمل سوء التغذية وضعف الجهاز المناعي، مما يجعله أكثر عرضة للإصابات المرضية التي قد تهدد حياته.
وأشارت إلى أن فعاليات الأسبوع العالمي هذا العام تركز بشكل خاص على ضرورة تهيئة بيئات داعمة، لا سيما في أماكن العمل، بهدف مساعدة النساء على الموازنة بين مسؤولياتهن المهنية وحق أطفالهن في الحصول على أفضل بداية ممكنة لحياتهم.
وشددت على الدور المحوري لتثقيف المجتمع، والنساء الحوامل بشكل خاص، حول الفوائد غير المسبوقة التي تقدمها الرضاعة الطبيعية، مؤكدة أنها الوسيلة الأكثر أماناً وفعالية لضمان صحة وسلامة المواليد.

مختصون: الرضاعة الطبيعية درع وقائي يعزز ذكاء الأطفال ويحمي الأمهات

فوائد للأمهات

وأشارت إلى أن توفير المعلومة الدقيقة والدعم النفسي والعملي للأم يمثل حجر الزاوية في تمكينها من اتخاذ قرار الإرضاع ومواصلته بنجاح.
وكشفت بيانات صادرة عن وزارة الصحة عن حقيقة مقلقة، حيث أفادت بأن أقل من نصف عدد الرضع دون سن ستة أشهر على مستوى العالم يحظون بفرصة الرضاعة الطبيعية الخالصة، وهو رقم يستدعي تضافر الجهود لتغييره.
من جهتها، ذكرت ”الصحة“ أن فوائد الرضاعة الطبيعية لا تقتصر على الأطفال وحدهم، بل تمتد لتشمل الأمهات المرضعات أنفسهن، حيث أثبتت الأبحاث أن النساء اللواتي يلتزمن بها تنخفض لديهن مخاطر الإصابة بسرطان الثدي والمبيض.

شاركها.