اختر منطقتك 
حالة الطقس 
تعتبر التغذية السليمة حجر الأساس في بناء صحة الإنسان وتعزيز قدراته الذهنية والجسدية، ويلعب الغذاء الصحي دورًا محوريًا في تحسين جودة الحياة بشكل عام وفي تحقيق التفوق الدراسي بشكل خاص.
ومع تزايد التحديات التي يواجهها الطلاب في مسيرتهم التعليمية، أصبح من الضروري التركيز على أهمية اتباع نظام غذائي متوازن يضمن إمداد الجسم والعقل بالعناصر الغذائية اللازمة لتحقيق أفضل أداء دراسي.
والتغذية الجيدة ليست فقط وسيلة لتعزيز الصحة البدنية، بل هي أيضًا أداة فعالة لتعزيز النمو العقلي والفكري، مما يجعلها عنصرًا لا غنى عنه في رحلة التعلم والتعليم.
الغذاء والصحة العقلية
أكدت الدكتورة نسرين عبدالسلام، أستاذة تكنولوجيا وسلامة الغذاء المشاركة بجامعة الملك عبدالعزيز، أن الغذاء الصحي ليس مجرد وقود للجسم، بل هو مفتاح لتنشيط العقل وزيادة القدرة على التركيز والاستيعاب.
وأضافت أن الدراسات الحديثة أثبتت أن الطلاب الذين يتناولون وجبات غذائية متوازنة وغنية بالعناصر الضرورية، مثل البروتينات والفيتامينات والمعادن، لديهم طاقة أكبر لتحقيق أداء دراسي أفضل مقارنةً بأقرانهم الذين يتبعون أنظمة غذائية فقيرة.
وشددت الدكتورة عبدالسلام، على أهمية تنظيم الوجبات بما يتناسب مع احتياجات الطلاب اليومية، خاصة خلال فترات الامتحانات، لضمان أداء عقلي وجسدي مثالي.
وأوضحت أن التوازن في تناول الطعام يشمل أيضًا توزيع الوجبات بشكل سليم على مدار اليوم، بحيث يحصل الطالب على مصادر طاقة دائمة ومستقرة تساهم في الحفاظ على مستويات تركيز عالية.
وأضافت الدكتورة عبدالسلام أن إهمال تناول وجبة الإفطار يمكن أن يؤدي إلى انخفاض مستويات الطاقة والشعور بالتعب المبكر، مما يؤثر سلبًا على القدرة على التحصيل العلمي.
وأكدت على ضرورة تضمين جميع العناصر الغذائية الأساسية في وجبات الطلاب، مثل البروتينات، الكربوهيدرات المعقدة، الدهون الصحية، الفيتامينات، والمعادن، لضمان تلبية جميع الاحتياجات الغذائية الضرورية لنمو صحي وأداء أكاديمي متميز.
التغذية والتحصيل الدراسي
وأشارت استشارية التغذية الإكلينيكية، د. شوق العشملي، إلى أن الغذاء الصحي يمثل استثمارًا طويل الأمد في مستقبل الطلاب الدراسي.
وبيّنت أن هناك ارتباطًا وثيقًا بين نوعية الغذاء الذي يتناوله الطالب ومستوى التحصيل الدراسي، إذ يعمل الغذاء الصحي على تحسين الوظائف العقلية ويزيد من قدرة الطالب على الاستيعاب والتحليل.
وأكدت الدكتورة العشملي أن العادات الغذائية السليمة التي تتأسس في مرحلة الطفولة تلعب دورًا حاسمًا في بناء أساس صحي قوي يستمر طوال الحياة الدراسية والمهنية.
وأضافت أن تناول الفواكه والخضروات بكميات كافية يسهم في تعزيز المناعة وتقليل احتمالية الإصابة بالأمراض، ما ينعكس إيجابًا على الحضور المدرسي والمشاركة الفعالة في الأنشطة التعليمية.
وختمت العشملي، بالتأكيد على أهمية الوعي الغذائي بين الطلاب والأهل، مشيرة إلى ضرورة أن يكون الأهل على دراية بكيفية اختيار الأطعمة التي تلبي احتياجاتهم الغذائية دون إغفال العوامل الصحية.
وشددت على دور التربية الغذائية في تعزيز عادات غذائية إيجابية تستمر مع الطالب طوال حياته، لذا، من المهم تشجيع الطلاب على تبني نمط حياة نشط ومتوازن، يجمع بين النظام الغذائي الصحي والنشاط البدني المنتظم، ما يعزز من فرصهم في النجاح الأكاديمي والحياة الصحية العامة.
