نعى الناقد محمود عبدالشكور، رحيل صديقه السيناريست أحمد عبدالله والذي توفي أول أمس الأربعاء، وشيع جثمانه الخميس وسط عدد كبير من نجوم الفن من مسجد السراج في الدقى، وسط حالة من الحزن الشديد لرحيله المفاجئ.

وقال «عبد الشكور» عبر «فيسبوك» :«أول مرة شفت شخصية اللمبي في فيلم الناظر اللي كتبه أحمد عبدالله، اتخضّيت، سبب الخضة إني شفت شخصية زي دي تقريبا عند سمسار في السيدة زينب، وكانت شخصية شرسة للغاية، ولكنها مثيرة للشفقة، تقدر تقول عنه إنه كان»حطام إنسان«يبحث عن (لقمة عيش)».

وأضاف: «لذلك لم أتخيل أبدا أنها يمكن أن تصبح شخصية كاريكاتيرية ومضحكة تماما كما شاهدتها بكتابة أحمد عبدالله وأداء محمد سعد وإخراج شريف عرفة، عندما شاهدت فيلم (اللمبي) بعد ذلك لأول مرة في سينما أوديون، تأكدت لي موهبة أحمد عبدالله، فبين الضحك الصاخب، والأداء الحركي الهزلي والعنيف، منح السيناريو اللمبي مشاهد قليلة تظهر بؤسه وحيرته في كسب رزقه، ومأساته في رحلة جمع فلوس الفرح، وبعد الضحك مع اللمبي شعرت بشفقة وألم، وتعاطفت معه بلا حدود، وتذكرت من جديد لمبي السيدة زينب».

وتابع :«كانت في فيلم» اللمبي«طبقة رقيقة وشفيفة من شجن وغلب وفقر تغلف هذه المسخرة العارمة، لأن أحمد عبدالله كان ساخرا عظيما، ولكنه كان أيضا إنسانا يرى شخصياته من الداخل، ويدرك أن ضحكات الغلابة مجرد محاولات من ثقب إبرة لترويض الحياة».

واختتم :«لذلك كله لم أستغرب فيما بعد معالجاته الدرامية التراجيدية، فقد ظل دوما يرى المأساة في قلب الملهاة، وكان دوما يضحك مع الغلابة، ولكنه يدرك بعمق مدي شقائهم، والذي لا خلاص منه إلا بالموت، ألف رحمة ونور».

ومن المقرر أن يُقام عزاء الراحل أحمد عبدالله، غدا السبت بمسجد الشرطة.

 

شاركها.