|

لم يعد أمام أهالي مدينة السويداء سوى الانضواء تحت مظلة الدولة السورية التي تبدي عزما على إنهاء الفوضى، التي ينشرها شيخ العقل حكمت الهجري، بدعم إسرائيلي، كما يقول المحلل السياسي عمر أبو ليلى.

فقد نقلت وكالة الأنباء السورية (سانا)، عن مصدر في وزارة الداخلية، اليوم الأربعاء، التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في السويداء ونشر حواجز أمنية في المدينة، و”اندماجها الكامل ضمن الدولة السورية”، وهو ما أكده شيخ عقل طائفة الدروز يوسف جربوع، في بيان مصور.

لكن الهجري سارع لإصدار بيان قال فيه إنه “لا اتفاق أو تفاوض أو تفويض مع الدولة السورية”، مؤكدا “مواصلة القتال حتى تحرير كامل تراب السويداء”.

ووسط هذا التناقض في المواقف، قال أبو ليلى في مقابلة مع الجزيرة، إن الهجري لا يمثل أهالي السويداء الذين أعلنوا وقوفهم مع الدولة منذ اليوم الأول، وإنما يمثل نفسه والفصيل العسكري الذي أسسه مستعينا بإسرائيل.

عزم على ملاحقة فلول النظام

ويعكس الاتفاق الأخير عزم الحكومة على مواصلة ملاحقة فلول نظام بشار الأسد وفصيل الهجري، ومحاسبة كافة المتورطين في الانتهاكات والفوضى التي تعرض لها أهالي السويداء خلال الفترة الماضية.

كما يعكس موقف العقلاء من الدروز الذين أكدوا التوصل لاتفاق مع الحكومة، معرفتهم بأن الفصائل التي تتبع الهجري “لا يمكنها شيطنة قرار الدولة، ومن ثم فقد توصلوا لهذا الاتفاق الذي يمثل آراء غالبية أهل المدينة”، كما يقول أبو ليلى.

وحاليا، تسيطر الحكومة على 95% من السويداء رغم العدوان الإسرائيلي المكثف الذي وصل العاصمة دمشق، مما يعني “أنها ماضية في مواجهة الفوضى وتثبيت الأمن وإعادة هذه البقعة الجغرافية المهمة لمظلة الدولة ومنح أهلها حقوقهم التي سلبت منهم خلال الفترة الماضية”.

وتعليقا على بيان الهجري الذي أكد فيه مواصلة القتال، قال أبو ليلى، إن الهجري “يصدر عشرات البيانات في الساعة الواحدة”، مؤكدا أنه “يتكلم نيابة عن الفصيل الذي أسسه وليس نيابة عن أهالي المدينة ولا شيوخ عقلها الذين أعلنوا وقوفهم إلى جانب الدولة منذ اليوم الأول”.

وأضاف المحلل السوري أن الهجري “سقط من عين الشعب وليس الحكومة فقط بعدما استعان بإسرائيل لقصف سوريا، وهو الآن يحاول تصعيد الوضع في الجنوب، لكنه خاسر في النهاية، لأنه لا حلول سوى تثبيت الأمن عبر الدولة كما هي الحال في بقية المحافظات”.

وتظهر الحكومة السورية عزما واضحا على تمسكها بتقديم العناصر المتورطة في الانتهاكات للمساءلة القانونية، وفق أبو ليلى، الذي أكد أن الدولة “لا تتهاون في هذا الأمر وتتخذ فيه خطوات عملية”.

ووفقا لما نقلته “سانا” عن المصدر الأمني، فقد جرى إخراج كل العناصر التي تصنفها الدولة السورية “خارجة عن القانون” من كامل المدينة.

وينص الاتفاق على إيقافٍ تام لجميع العمليات العسكرية في المدينة من جميع الأطراف، و”اندماجٍ كامل” للسويداء ضمن الدولة السورية.

ويأتي إعلان اتفاق وقف إطلاق النار بعد اشتباكات عنيفة شهدتها المدينة الواقعة جنوبي سوريا، بين القوات الجيش وما تصفها السلطات بـ”جماعات خارجة عن القانون”. وأكدت الداخلية السورية أنها ستستعين بضباط وعناصر من أبناء السويداء لتولي المهام القيادية والتنفيذية بالمدينة.

وشنت إسرائيل غارات عنيفة طالت مقر رئاسة الأركان في دمشق، ومحيط الطريق الدولي، كما عبَر عشرات الدروز من إسرائيل إلى السويداء. ولم يصدر أي تعليق رسمي من الحكومة السورية.

شاركها.