|

يواجه جنود وضباط الاحتلال الإسرائيلي ملاحقات قضائية في بعض دول العالم بسبب ارتكابهم جرائم حرب في قطاع غزة، وهي خطوة مهمة في طريق ردع الاحتلال وإخضاعه للمحاسبة القانونية كما تحدث محللون ضمن وقفة “مسار الأحداث”.

وكانت السلطات القضائية في البرازيل أصدرت أمرا عاجلا للشرطة بتوقيف جندي إسرائيلي والتحقيق معه بتهم تتعلق بارتكابه جرائم في غزة، وذلك بناء على شكوى جنائية تقدمت بها مؤسسة حقوقية.

ووصف الدكتور وليام شاباس أستاذ القانون الدولي الرئيس السابق للجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان الملاحقات التي تطارد الجنود والضباط الإسرائيليين بأنها “تطور إيجابي وجيد”، ورجح أن تستمر هذه الملاحقات حتى في الدول الصديقة لإسرائيل.

وقال شاباس إن الملاحقات القضائية مفيدة وتزيد الضغط على إسرائيل، وسوف تستمر حتى في حال تم إيقاف الحرب على قطاع غزة، والقانون الدولي يمنع العفو عن هذا النوع من الجرائم التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين في غزة.

ويستبعد أستاذ القانون الدولي أن تنجح إسرائيل في حماية جنودها وضباطها الذين يرتكبون جرائم حرب وجرائم إبادة في قطاع غزة، وقال إن منظومتها القضائية لا مصداقية لها.

من جهته، قال الأكاديمي والخبير في الشؤون الإسرائيلية الدكتور مهند مصطفى -في حديثه ضمن الوقفة التحليلية “مسار الأحداث”- إن الملاحقات القضائية الدولية التي تلاحق جنود إسرائيل تشكل هاجسا لها، خاصة أنها ستفتح الكثير من الملفات، ومنها غياب المساءلة والمحاكمة في القضاء الإسرائيلي، ومسألة فشل الحكومة في الدفاع عن هؤلاء الجنود.

كما يتخوف الإسرائيليون من أن الملاحقات القضائية لن تطال الجنود، بل قد تطال ضباطا وسياسيين، مشيرا إلى أن هناك مذكرات سرية لم تكشف عنها المحكمة الجنائية الدولية.

وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية في 22 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي مذكرة اعتقال بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف غالانت بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

من جهة أخرى، لفت الدكتور مصطفى إلى أن النقاش الداخلي في إسرائيل لا يتعلق بالمسألة الأخلاقية، أي بشأن المجازر وحرب الإبادة التي يرتكبها الجنود والضباط في غزة، وإنما يدور النقاش حول كيفية الدفاع عن هؤلاء الجنود.

رصد الانتهاكات

وبرأي الكاتب والباحث في الشؤون الدولية حسام شاكر، فإن الملاحقات التي تنفذها بعض الدول ضد جنود الاحتلال ستؤثر عليه بشكل كبير.

واعتبر شاكر أن ما قامت به البرازيل وقبلها سريلانكا هو بداية مرحلة جديدة بالنسبة للاحتلال ومؤشر على نهاية مشروعه.

وقال إن منظمات حقوقية تقوم بتحركات وشكلت أطر عمل تختص برصد انتهاكات جنود وضباط الاحتلال وتوثيق أسمائهم وتعقب تحركاتهم حول العالم، مشيرا إلى أن ملف الملاحقات سيبقى مفتوحا، ولن ينجو الاحتلال وجنوده.

وكانت منظمات حقوقية في العديد من البلدان أعلنت عن جمع معلومات عن جنود إسرائيليين نشروا مقاطع مصورة لأنفسهم وهم يرتكبون جرائم في غزة، لمطالبة السلطات المحلية باعتقالهم.

يذكر أن صحيفة “إسرائيل اليوم” كشفت أن أمهات جنود إسرائيليين بعثن رسالة حادة إلى رئيس الوزراء نتنياهو ورئيس الأركان هرتسي هاليفي يحمّلنهما فيها مسؤولية توفير الحماية القانونية لأبنائهن.

وجاء في الرسالة أن “الجيش يخوض حرب استنزاف طويلة، وهو ما سمح للفكر المتطرف بالتغلغل داخله، وأن الأمهات حذرن مرارا من خطر المحاكم الدولية الذي يهدد الجنود، وأن الحكومة لم تفعل ما يكفي لحماية أبنائهن”.

كما جاء في الرسالة أن قادة في جنود الاحتياط حذروا من اعتقال الجنود خارج إسرائيل، خاصة مع تضرر استقلالية النظام القضائي الإسرائيلي.

شاركها.