السعودية تؤكد دعمها لاستقرار لبنان وتثني على حكمة قيادته
في خطوة تعكس التزام المملكة العربية السعودية بدعم الاستقرار في لبنان، أكد سفير خادم الحرمين الشريفين في بيروت، وليد بخاري، اليوم (الخميس)، على أهمية الحكمة التي تتمتع بها القيادة اللبنانية في توجيه الأمور نحو الاستقرار. جاء ذلك خلال لقائه مع نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى علي الخطيب.
دور القيادة اللبنانية في تعزيز الاستقرار
أشاد السفير بخاري بالدور الذي يلعبه الرئيس نبيه بري في تعزيز الاستقرار السياسي والاجتماعي في لبنان. وأوضح أن المملكة لا تحمل أي خصومة تجاه المكون الشيعي سواء داخل لبنان أو خارجه، مشيراً إلى العلاقات التاريخية المتينة التي جمعت المملكة بشخصيات شيعية بارزة مثل موسى الصدر ومحمد مهدي شمس الدين وعبدالأمير قبلان وعلي الخطيب.
وأكد السفير على ضرورة عدم استبعاد أي مكون لبناني من المشاركة الفاعلة في الدولة، مشيراً إلى أن هذه الروح هي جوهر اتفاق الطائف الذي يُعتبر حجر الزاوية للسلام والاستقرار في لبنان منذ توقيعه.
اتفاق الطائف: ركيزة السلام اللبناني
من جانبه، أثنى علي الخطيب على الدور السعودي المحوري في تقريب وجهات النظر بين الأطراف اللبنانية المختلفة وتحقيق الاستقرار الوطني. وأشار إلى أن المملكة كانت ولا تزال داعماً أساسياً لاتفاق الطائف الذي أنهى الحرب الأهلية اللبنانية ووضعت أسسه تحت رعاية سعودية حكيمة.
وفي هذا السياق، دعا الخطيب السفير بخاري للمشاركة في ندوة ينظمها المجلس الشيعي حول اتفاق الطائف، والمقرر عقدها الشهر المقبل بمقر المجلس في الحازمية. تهدف الندوة إلى تسليط الضوء على أهمية الاتفاق ودوره المستمر كإطار للتعايش السلمي بين مختلف الأطياف اللبنانية.
المملكة العربية السعودية: دور دبلوماسي فاعل
تأتي تصريحات السفير بخاري لتؤكد مجدداً الدور الدبلوماسي الفاعل الذي تلعبه المملكة العربية السعودية في المنطقة. إذ تسعى الرياض دائماً لتعزيز الحوار والتفاهم بين مختلف الأطراف السياسية والاجتماعية لضمان استقرار الدول الشقيقة والصديقة.
ويُعتبر موقف المملكة تجاه لبنان جزءاً من استراتيجية أوسع تهدف إلى دعم السلام والتنمية الإقليمية عبر الوسائل الدبلوماسية والحوار البناء. كما يعكس هذا الموقف التزام السعودية بتعزيز علاقاتها مع جميع مكونات المجتمع اللبناني دون تمييز أو تحيز.
التحديات والآفاق المستقبلية
يواجه لبنان تحديات كبيرة تتطلب تعاوناً إقليمياً ودولياً لدعم استقراره الاقتصادي والسياسي. وفي هذا السياق، يُنظر إلى الدعم السعودي كعامل حاسم يمكن أن يسهم بشكل كبير في تجاوز هذه التحديات وتعزيز مسيرة التنمية والإصلاحات الضرورية لتحقيق مستقبل أفضل للبنان وشعبه.
ختاماً، تبقى الجهود السعودية محورية ومؤثرة ضمن المشهد السياسي الإقليمي والدولي، حيث تواصل الرياض العمل بإصرار لتعزيز الأمن والاستقرار من خلال سياسات متوازنة وحكيمة تراعي مصالح الجميع وتعمل على تحقيق السلام والتنمية المستدامة.