سابقة قانونية تهز الأوساط الفرنسية والأوروبية: محكمة التمييز تواجه الحصانة الرئاسية

في خطوة قد تُحدث تحولاً جذرياً في التعامل مع الحصانة الرئاسية، تعقد محكمة التمييز الفرنسية، أعلى هيئة قضائية في البلاد، جلسة حاسمة اليوم الجمعة للنظر في الطعن المقدم ضد مذكرة توقيف الرئيس السوري السابق بشار الأسد.

تأتي هذه الجلسة بعد اتهامات خطيرة موجهة للأسد بالتورط في هجمات كيميائية مميتة وقعت عام 2013، والتي أودت بحياة أكثر من ألف شخص. وتُعقد الجلسة في قصر العدالة بباريس وستُبث مباشرة عبر الإنترنت، مما يعكس أهمية القضية على الصعيدين الفرنسي والدولي.

الهجمات الكيميائية: جريمة لا تُغتفر

تعود القضية إلى الهجوم الكيميائي الشهير على الغوطة الشرقية في 21 أغسطس 2013، حيث قُتل أكثر من 1000 شخص بغاز السارين السام، وفقًا لتقديرات الاستخبارات الأمريكية. كما شملت الاتهامات هجمات أخرى في عدرا ودوما أصابت 450 شخصاً.

وفي نوفمبر 2023، أصدر قاضيان فرنسيان مذكرة توقيف غير مسبوقة بحق الأسد أثناء توليه منصبه، متهمين إياه بـالتواطؤ في ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب.

الجدل القانوني والدبلوماسي: حصانة أم مسؤولية؟

أيّدت محكمة الاستئناف في باريس المذكرة في يونيو 2024، مؤكدة أن تلك الجرائم لا تدخل ضمن الواجبات الرسمية لرئيس دولة. هذا القرار أثار جدلاً واسعاً وأدى إلى طعن النيابة العامة الفرنسية لمكافحة الإرهاب والنيابة الاستئنافية فيه، مستندتين إلى مبدأ الحصانة المطلقة لرؤساء الدول.

إلا أن المدعي العام لدى محكمة التمييز، ريمي هيتز، قدم اقتراحاً جريئاً باستبعاد الحصانة الشخصية للأسد. استند هيتز إلى أن فرنسا لم تعد تعترف بشرعية الأسد كرئيس منذ عام 2012 بسبب ما وصفه بـالجرائم الجماعية المرتكبة بحق المدنيين.

مستقبل القضية: توقعات وتحليلات

إذا قررت المحكمة تجاوز الحصانة الرئاسية والمضي قدماً بمذكرة التوقيف ضد الأسد، فقد يُشكل ذلك سابقة قانونية تاريخية تؤثر على كيفية تعامل المحاكم الدولية مع رؤساء الدول المتهمين بارتكاب جرائم ضد الإنسانية.

المراقبون يتوقعون أن تكون لهذه القضية تداعيات واسعة النطاق. فهي قد تفتح الباب أمام المزيد من القضايا المشابهة وتعيد تعريف مفهوم الحصانة الرئاسية أمام الجرائم الكبرى. يبقى السؤال المطروح: هل ستتمكن العدالة الدولية من فرض نفسها على السلطة السياسية؟ الإجابة تنتظر قرار المحكمة الذي سيصدر قريبًا.

The post محكمة التمييز الفرنسية ومذكرة توقيف الأسد: ما القرار؟ appeared first on أخبار السعودية | SAUDI NEWS.

شاركها.