في جلسة ساخنة أمام مجلس الأمن، جدّد مندوب تركيا الدائم لدى الأمم المتحدة السفير أحمد يلدز الإدانة الشديدة للضربة الإسرائيلية التي استهدفت العاصمة القطرية الدوحة، واصفًا إياها بأنها “إرهاب دولة سافر” واعتداء فج على سيادة قطر التي تلعب دورًا محوريًا كوسيط دولي.
وقال المندوب التركي، إن هذه العملية تمثل تجاوزًا واضحًا للقوانين الدولية، وإن تركيا تتابع الأمر عن كثب مع المجتمع الدولي، داعية إلى اتخاذ موقف موحَّد لوقف مثل هذه الانتهاكات، ومطالبة باعتذار رسمي وتحمل المسؤولية الكاملة من الجهات التي أمرت ونفذت هذا الهجوم.
واعتبرت تركيا أن الضربات لم تستهدف فقط موقعًا عسكريًا أو تنظيمًا، بل استهدفت فريق مفاوضات كان يعمل في إطار جهود وساطة دولية لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، ما يدل على أن إسرائيل ليست بصدد محاربة الإرهاب فقط، بل تسعى لمحاربة مسارات السلام نفسها.
وأضاف أن استهداف مفاوضين أثناء النقاش حول مقترحات لوقف القتال يرسل رسالة مفادها أن إسرائيل لا تنوي إنهاء الصراع، بل تصعيده واستمراره، متجاهلة كل الدعوات والمبادرات التي تنادي بالحل السياسي.
ونوَّه المندوب التركي بأن الهجوم الإسرائيلي على الدوحة لم يكن عملاً عسكريًا موجهًا، بل جاء كعدوان يطمس السيادة القطرية ويقترب من أن يكون سابقة خطيرة إذا لم يتم الرد عليه وفق القانون الدولي. وأشار إلى أن تركيا، باعتبارها شريكة في الجهود الدبلوماسية، لن تتوانى عن دعم قطر ومساندتها بكل الوسائل الدبلوماسية والقانونية، بل تدعو الدول الأعضاء في المجلس لممارسة الضغط، والاستنكار العلني، وفرض مسؤولية دولية من شأنها ردع مثل هذه الأفعال في المستقبل.
وأكد المندوب أن المسار الذي اختارته إسرائيل، خاصة الاستهداف على أرض دولة وسيط، يضع ثقة الدول بعملية الوساطة على المحك، ويهدد انخفاض فرص الوصول إلى اتفاقات سلام عادلة وشاملة.
وقد دعا إلى فتح تحقيق مستقل وسريع، يعيد الحقوق المنتهكة، ويقدم تعويضات عن الأضرار التي لحقت بالمدنيين، كما طالب بضمان عدم تكرار هذا النوع من العمليات ما دامت تحترم الأعراف الدولية ودور الدول الوسيطة.