في جريمة مروعة ومتجددة، ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي مجزرة دامية باستهدافه مدرسة “أبو هميسة” التي تؤوي نازحين، إلى جانب المسجد المجاور لها، في مخيم البريج وسط قطاع غزة، وذلك بعد ساعات قليلة من قصف سابق استهدف نفس المدرسة.

وقد أسفر القصف عن استشهاد 29 فلسطينيا، بينهم أطفال ونساء، إضافة إلى 50 مصابا، في مشهد يعكس وحشية العدوان الإسرائيلي المستمر منذ 19 شهرا على القطاع الفلسطيني المنكوب.

وأكد المتحدث باسم مستشفى شهداء الأقصى أن العديد من الضحايا لا يزالون تحت الأنقاض، مشيرا إلى أن معظم المصابين في القصف حالاتهم حرجة.

وأضاف المتحدث أن الوضع في المستشفى كارثي بسبب المجزرة التي ارتكبها جيش الاحتلال في مخيم البريج، مشيرا إلى أن الأطباء يضطرون “للمفاضلة” بين الجرحى، حسب حالاتهم، نتيجة نقص الإمكانات الطبية.

وقال أيضا إنه لا توجد أدوية كافية في غرف العمليات للتعامل مع العدد الكبير من ضحايا مجزرة المدرسة في البريج.

وقد وثّقت صور ومقاطع فيديو مشاهد صادمة ومرعبة من موقع المجزرة، حيث اشتعلت ألسنة النار في المكان، وسط حالة من الذعر وصعوبة إنقاذ الجرحى والشهداء، مع كثرة أعداد المصابين.

وتأتي هذه الجريمة ضمن سلسلة من المجازر الوحشية التي ارتكبها جيش الاحتلال منذ بدء عدوانه على غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، والتي طالت الأحياء السكنية والمستشفيات ومراكز الإيواء، دون أي مراعاة للقانون الدولي أو للإنسانية.

ومن جانبه، قال رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان الدكتور رامي عبده إن الاحتلال الإسرائيلي طلب إخلاء المدرسة تمهيدًا لقصف المسجد المجاور، لكنه غدر بالمدنيين وقصف المدرسة نفسها مما أدى إلى هذا العدد الكبير من الشهداء والجرحى.

وقد علّق الناشط تامر “بينما كان الأطفال يلهون عصر اليوم في ساحة مكتظة بالخيام، أسقطت إسرائيل صاروخًا ثقيلًا عليهم”.

ويضيف عبر حسابه على منصة إكس “ما يحدث في غزة كارثة، بين الجوع والموت”.

وكتب الناشط خالد صافي “قصف الغزاة مركز إيواء في مخيم البريج بقنبلة أميركية الصنع، زرعت حفرة في قلب المأوى. لا موضع فيه للنوم ولا للنجاة. تطايرت جثامين الشهداء فوق سطح المبنى، ودُفنت أجساد أخرى تحته تحت النار والخذلان. الأنين لا يزال يتصاعد من تحت الركام. القنبلة أميركية، والإحداثيات إسرائيلية، والسكوت عالمي”.

ووصف أحد المغردين المأساة بقوله “الاحتلال الإسرائيلي لا يفرق بين حجر ولا شجر ولا بشر”.

وقد أشار مدوّنون إلى أن الإبادة “قضت على كل شيء تقريبًا، ولم يبقَ إلا أن تسمع أن المحاصرين في غزة من شدة الجوع أكلوا الميتة”.

واعتبر نشطاء أن المدارس التي تؤوي النازحين في غزة لم تعد أماكن آمنة، بل تحوّلت إلى مقبرة جماعية، نتيجة القصف العنيف الذي دمّر المكان على رؤوس من احتموا به منذ بداية الحرب.

كما وصف مغردون المشهد بقولهم “الخيام التي احتمى بها الناس هناك تحولت إلى ركام، ابتلعها التراب، وحفرت الصواريخ قبورها. النيران التهمت ما بقي من الخيام، والتراب الذي لا يزال يعبق برائحة الشهداء ضم إليه المزيد من الأجساد”.

شاركها.