تتوقع شركة أبحاث الأسواق “آي دي سي” انخفاضًا في شحنات الهواتف المحمولة على مستوى العالم في العام المقبل، وذلك بالتزامن مع ارتفاع تكاليف المكونات الأساسية مثل الشرائح والذاكرة العشوائية. يشير هذا التوقع إلى تحديات تواجه سوق الهواتف الذكية، بعد فترة انتعاش شهدها عام 2025.
ويعود هذا التراجع المتوقع إلى عدة عوامل، أبرزها الضغوط التصاعدية على أسعار المكونات الرئيسية، والتي تؤثر بشكل مباشر على تكلفة الإنتاج وبالتالي على أسعار البيع للمستهلكين. ووفقًا لتقرير رويترز، وصلت أسعار الذاكرة العشوائية والشرائح إلى مستويات قياسية لم يسبق لها مثيل.
انتعاش مبيعات الهواتف المحمولة في 2025: نظرة عامة
شهد عام 2025 انتعاشًا ملحوظًا في مبيعات الهواتف المحمولة، حيث ارتفعت الشحنات بنسبة 1.5% لتصل إلى 1.25 مليار وحدة مباعة. يعزى هذا النمو بشكل رئيسي إلى الأداء القوي لشركة آبل في السوق الصينية، بالإضافة إلى الطلب العالمي المستمر على الهواتف الذكية.
سيطرة آبل على النمو في السوق
استحوذت شركة آبل على حصة كبيرة من الزيادة في مبيعات الهواتف المحمولة خلال العام الحالي. وتشير التقديرات إلى ارتفاع شحنات آبل بنسبة 6.1% لتصل إلى 247 مليون وحدة، مما يعزز مكانتها كأكبر شركة مصنعة للهواتف الذكية على مستوى العالم. ويعود الفضل في هذا الأداء القوي إلى الإقبال الكبير على سلسلة هواتف “آيفون 17” في الصين.
وتتوقع “آي دي سي” أن تحقق آبل أرباحًا تتجاوز 261 مليار دولار من مبيعات “آيفون” هذا العام، بزيادة قدرها 7.2% مقارنة بالعام الماضي. هذا النجاح يعكس قدرة الشركة على الابتكار وتلبية احتياجات المستهلكين المتغيرة.
أسعار الهواتف الذكية تتأثر بارتفاع تكاليف المكونات. وتشير التوقعات إلى أن أسعار الهواتف المحمولة سترتفع إلى متوسط 465 دولارًا في العام المقبل، مما قد يؤثر على القدرة الشرائية للمستهلكين، خاصة في الأسواق الناشئة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن تأجيل شركة آبل لإطلاق هاتف “آيفون اقتصادي” حتى مطلع عام 2027 يُعد من العوامل التي تساهم في توقعات انخفاض المبيعات في العام المقبل. كان من المتوقع أن يساعد هذا الهاتف في جذب شريحة أوسع من المستهلكين، ولكن التأجيل سيؤخر تحقيق هذا الهدف.
ويرى أنتوني سكارسيلا، مدير الأبحاث في “آي دي سي”، أن العام المقبل سيكون مليئًا بالتحديات بالنسبة لصناعة الهواتف المحمولة. ومع ذلك، يعتقد أن السوق قد يشهد متوسط أسعار بيع قياسيًا، مما يشير إلى أن الشركات ستركز على بيع الهواتف ذات القيمة المضافة العالية.
تكنولوجيا الجيل الخامس (5G) لا تزال محركًا رئيسيًا للنمو في سوق الهواتف الذكية، حيث يتزايد عدد المستخدمين الذين يعتمدون على هذه التكنولوجيا للحصول على سرعات إنترنت أسرع وتجارب اتصال أفضل. ومع ذلك، فإن ارتفاع تكاليف المكونات قد يؤثر على سرعة انتشار هذه التكنولوجيا في بعض الأسواق.
في المقابل، قد تشهد الشركات المصنعة للهواتف الذكية ذات الأسعار المعقولة صعوبات أكبر في الحفاظ على حصتها في السوق، حيث أن ارتفاع أسعار الذاكرة العشوائية سيؤثر بشكل خاص على هذه الفئة من الهواتف. قد تضطر هذه الشركات إلى رفع أسعارها أو تقليل هوامش ربحها للحفاظ على تنافسيتها.
بشكل عام، يشير التقرير إلى أن سوق الهواتف المحمولة سيشهد تحولات كبيرة في العام المقبل، حيث ستواجه الشركات تحديات جديدة وتضطر إلى التكيف مع الظروف المتغيرة. من المتوقع أن يزداد التركيز على الابتكار وتطوير الهواتف ذات القيمة المضافة العالية، بالإضافة إلى البحث عن حلول لخفض التكاليف وتحسين الكفاءة.
في الختام، من المتوقع أن تشهد صناعة الهواتف المحمولة فترة من التباطؤ في النمو في العام المقبل، بسبب ارتفاع تكاليف المكونات وتأجيل إطلاق بعض المنتجات الجديدة. ومع ذلك، لا تزال هناك فرص للنمو، خاصة في قطاع الهواتف الذكية ذات القيمة المضافة العالية. سيكون من المهم مراقبة تطورات أسعار المكونات، بالإضافة إلى استراتيجيات الشركات المصنعة، لتقييم تأثير هذه العوامل على مستقبل السوق.






