يُعد الرجيم الكيميائي من أنظمة الحمية الصارمة التي حظيت بانتشار واسع نتيجة لما يُشاع عن قدرتها على إنقاص الوزن بسرعة خلال فترة قصيرة. يعتمد هذا النظام على تناول تركيبات محددة من الأطعمة، بهدف إحداث تفاعلات كيميائية داخل الجسم تُسرّع عملية حرق الدهون. ويتساءل كثيرون عن مدى فعاليته، وكم كيلو يمكن خسارته عند اتباع الرجيم الكيميائي لمدة شهر، إلا أن هذا النوع من الأنظمة الغذائية يثير جدلاً واسعًا بين خبراء التغذية بسبب مخاطره المحتملة على الصحة عند اتباعه لفترات طويلة دون إشراف طبي.

في هذا المقال، سنتعرف بالتفصيل على ماهية الرجيم الكيميائي، وكيف يعمل، وكم يمكن أن ينقص من الوزن، بالإضافة إلى استعراض فوائده ومخاطره المحتملة.

ما هو الرجيم الكيميائي؟

الرجيم الكيميائي هو نظام غذائي منخفض السعرات الحرارية والكربوهيدرات، ويعتمد بشكل أساسي على البروتينات. يقوم هذا النظام على فرضية أن الجمع بين أنواع معينة من الأطعمة (مثل البروتينات والخضروات) مع استبعاد شبه تام للكربوهيدرات والدهون، يجبر الجسم على حرق الدهون المخزنة للحصول على الطاقة، مما يؤدي إلى فقدان سريع للوزن.

يتميز هذا الرجيم بكونه نظامًا صارمًا ومحددًا للغاية، حيث يجب الالتزام بقائمة الأطعمة المسموحة والكميات المحددة بدقة، دون أي تبديل أو تغيير.

كيف يعمل الرجيم الكيميائي؟

الفكرة الأساسية وراء الرجيم الكيميائي هي إدخال الجسم في حالة “الكيتوزية”، وهي حالة أيضية تحدث عندما لا يجد الجسم كمية كافية من الكربوهيدرات (الجلوكوز) لحرقها من أجل الطاقة، فيبدأ بحرق الدهون المخزنة بدلاً منها، مما ينتج عنه مركبات تسمى “الكيتونات” يستخدمها كمصدر بديل للطاقة.

يعتمد النظام على:

 

  • البروتين العالي: يساعد البروتين على الشعور بالشبع لفترة أطول ويحافظ على الكتلة العضلية أثناء فقدان الوزن.
  • الكربوهيدرات المنخفضة: يقلل من مصدر الطاقة الأساسي للجسم (الجلوكوز)، مما يدفعه للبحث عن بديل.
  • الدهون المنخفضة: يقلل من السعرات الحرارية الإجمالية بشكل كبير.

كم ينقص الرجيم الكيميائي من الوزن؟

تعتبر وعود الرجيم الكيميائي بإنقاص الوزن مغرية للغاية، حيث تدعي بعض المصادر أنه يمكن أن يساعد في خسارة ما يصل إلى 20 كيلوجرامًا عند اتباعه كـ الرجيم الكيميائي لمدة شهر، أو حتى 10 كيلوجرامات في أسبوع واحد في بعض الحالات.

ومع ذلك، من المهم فهم أن هذا الفقدان السريع للوزن لا يكون بالكامل من الدهون. في الأيام الأولى، يكون معظم الوزن المفقود عبارة عن سوائل وماء مخزن في الجسم نتيجة لتقليل الكربوهيدرات. ورغم أنه يمكن تحقيق خسارة كبيرة في الوزن، إلا أن استدامتها على المدى الطويل تعتبر تحديًا كبيرًا، حيث يعود الكثير من الوزن المفقود بمجرد العودة إلى النظام الغذائي المعتاد.

نموذج لخطة الرجيم الكيميائي

تختلف خطط الرجيم الكيميائي، لكنها تشترك في كونها محددة وصارمة. إليك مثال بسيط:

 

  • الإفطار (ثابت طوال الأسبوع): بيضتان مسلوقتان + نصف حبة جريب فروت أو برتقال.
  • الغداء: كمية مفتوحة من نوع واحد من الفاكهة (مثل التفاح أو الكمثرى).
  • العشاء: قطعة من اللحم المشوي (خالية من الدهون) + طبق من السلطة الخضراء (بدون زيت).

ملاحظات هامة:

 

  • يجب شرب كميات كبيرة من الماء.
  • يُسمح بالقهوة والشاي بدون سكر أو حليب.
  • يُمنع تناول أي أطعمة غير مدرجة في القائمة.

 

فوائد ومخاطر الرجيم الكيميائي

 

الفوائد المحتملة:

 

  • فقدان سريع للوزن: هو الدافع الرئيسي لاتباع هذا النظام.
  • الشعور بالشبع: يساعد البروتين على تقليل الشعور بالجوع.

 

المخاطر والأضرار:

  • غير مستدام: من الصعب الالتزام به لفترات طويلة بسبب صرامته.
  • نقص العناصر الغذائية: يفتقر إلى العديد من الفيتامينات والمعادن والألياف الضرورية لصحة الجسم بسبب استبعاده لمجموعات غذائية كاملة.
  • آثار جانبية: قد يسبب التعب، الصداع، الدوار، الإمساك، ورائحة الفم الكريهة.
  • فقدان العضلات: إذا لم يتم تناول كمية كافية من البروتين، قد يبدأ الجسم في تكسير العضلات للحصول على الطاقة.
  • استعادة الوزن: احتمالية استعادة الوزن المفقود (وربما أكثر) عالية جدًا بعد التوقف عن الرجيم.

 

الخلاصة

 

الرجيم الكيميائي هو نظام غذائي قصير الأمد يمكن أن يؤدي إلى فقدان سريع للوزن، ولكنه ليس حلاً صحيًا أو مستدامًا على المدى الطويل. قبل التفكير في اتباع هذا النظام أو أي نظام غذائي صارم آخر، من الضروري استشارة الطبيب أو أخصائي التغذية لتقييم حالتك الصحية والتأكد من أن النظام مناسب لك، وللحصول على خطة غذائية متوازنة تضمن لك فقدان الوزن بطريقة صحية وآمنة.

شاركها.