توقعت بيوت خبرة عالمية تراجع أسعار النفط بنهاية العام الحالي وبداية العام المقبل، بعد قرار “أوبك+” برفع الإنتاج مجدداً لكن بوتيرة أقل من الزيادات السابقة التي بدأها التحالف منذ أبريل الماضي، في تحول استراتيجي عن نهجه خلال السنوات الماضية.
لم تتأثر أسعار النفط كثيراً منذ بداية تعزيز إنتاج “أوبك+”، والأسعار متراجعة بنحو 12% منذ بداية العام، تزامناً مع زيادة المعروض من التحالف وفي الوقت الذي يعزز فيه المنتجون من خارجه إمداداتهم، فيما تزيد المخاوف بشأن الطلب مع فرض إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب موجة من الرسوم الجمركية.
احتمال انخفاض النفط إلى 60 دولاراً
قال فريدون فيشاراكي، رئيس مجلس الإدارة الفخري لشركة “إف جي إي نيكسانت إي سي إيه” (FGE NexantECA)، لتلفزيون “بلومبرغ”، إن قرار أوبك+ برفع الإنتاج ربما كان أكثر تواضعاً من المتوقع، لكن أسعار النفط قد تنخفض إلى ما دون 60 دولاراً للبرميل حتى نهاية العام وبداية عام 2026.
أعلن ثمانية أعضاء في التحالف الذي يضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ومنتجون مستقلون من بينهم روسيا عن زيادة الإنتاج بواقع 137 ألف برميل يومياً في أكتوبر، ليبدأ بذلك التحرر من شريحة تخفيضات بنحو 1.65 مليون برميل يومياً، كان من المقرر أن تظل سارية حتى نهاية العام المقبل، في ظل استقرار توقعات الاقتصاد العالمي وأساسيات السوق الجيدة في الوقت الراهن، والتي تظهر في انخفاض مخزونات النفط، بحسب بيان التكتل أمس الأحد.
قد يهمك أيضاً: بلومبرغ: ارتفاع إنتاج نفط “أوبك” في أغسطس وسط زيادة الإمدادات
وقال فيشاراكي: “أعتقد أن انخفاض الأسعار إلى ما دون 60 دولاراً في الربع الأول من العام المقبل أمر وارد، ومن المؤكد أن وصولها إلى منتصف نطاق 50 دولاراً (54 -56 دولاراً) ممكن، وسيكون لذلك تأثير كبير على إنتاج النفط الصخري الأميركي. لذا، سيقل العرض، مما سيعزز الأسعار أيضاً”. وأضاف “لم نرَ التأثير الحقيقي لهذا التراجع عن التخفيضات (أوبك+) حتى الآن”.
غولدمان ساكس يبقي على الأسعار دون تغيير
من جانبه، أبقى “غولدمان ساكس” على توقعاته لسعر خام القياس العالمي برنت وخام غرب تكساس الوسيط دون تغيير في 2025، وتوقع أن يبلغ متوسط سعر الخامين في العام المقبل 56 و52 دولاراً للبرميل على الترتيب.
ويتوقع بنك الاستثمار الأميركي بحسب مذكرة بحثية اطلعت عليها “الشرق” فائضاً نفطياً أكبر بقليل في 2026، إذ تتفوق التوقعات برفع الإنتاج من الأميركتين على تقديرات بتخفيض الإمدادات من روسيا وتحسن في الطلب العالمي على الخام.
اقرأ أيضاً: وكالة الطاقة: فائض قياسي يهدد أسواق النفط في 2026
أثبتت السوق عموماً مرونةً مفاجئة في مواجهة التحول في استراتيجية التحالف الذي يسعى لاستعادة حصته السوقية بعد سنوات من خفض الإنتاج، مما منح التكتل ثقةً إضافيةً لإعادة المزيد من الخام إلى السوق. يُصدر المحللون تحذيرات متزايدة بشأن فائض وشيك في المعروض، ومع ذلك تظل الأسواق تتسم بالشح النسبي خلال صيف نصف الكرة الشمالي، وفق بلومبرغ.
في الوقت ذاته، يرى مسؤول تنفيذي في “ستاندرد آند بورز غلوبال” أن أسعار خام برنت المؤرخ ستهبط إلى نحو 55 دولاراً للبرميل بنهاية العام.
وقال ديف إرنسبرغر الرئيس المشارك لـ”ستاندرد آند بورز غلوبال كوموديتي إنسايتس لوكالة “رويترز” “لا نزال نتوقع انخفاض الأسعار إلى ما يقرب من 55 دولاراً للبرميل مع استمرار أوبك في رفع إنتاجها”. يُستخدم خام برنت المؤرخ لتسعير أكثر من 60 بالمئة من النفط الخام المتداول عالمياً، وتعتمد عليه العقود المستقبلية للنفط.
أوبك قد تعزز زيادة الإمدادات
وقال فيشاراكي من “إف جي إي نيكسانت” إن السوق كانت تتوقع تخفيفاً أكبر لقيود إنتاج أوبك+، وإن رد الفعل المتواضع للأسعار قد يُشجّع التحالف.
وقال: “ستقوم أوبك بالنظر في هذا الأمر، وإذا لم تجد أي تأثير على السوق، فقد تضاعف الزيادة في الإمدادات مرتين أو ثلاثة كما فعلوا في المرة السابقة”، مضيفاً أن المخزونات لا تزال محدودة. وأوضح بالقول “لن يكون هناك تأثير على الأسعار حتى نرى زيادة فعلية في المخزونات”.
ارتفعت أسعار النفط اليوم الإثنين، إذ صعد خام برنت فوق 66 دولاراً للبرميل، وزاد خام غرب تكساس الوسيط صوب 63 دولاراً، عقب انخفاضات حادة الأسبوع الماضي. وتقدمت الأسعار بعد أن ذكرت “بلومبرغ” أن الاتحاد الأوروبي يدرس فرض عقوبات جديدة على عدد من البنوك وشركات الطاقة الروسية في إطار أحدث تحركاته لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
قال التحالف في بيانه إنه يمكن أن يعيد ضخ إمدادات بواقع 1.65 مليون برميل يومياً بشكل جزئي أو كلي وفقاً لتطورات أوضاع السوق وعلى نحو تدريجي.