ظهرت كيم يو جونغ، شقيقة الزعيم الكوري الشمالي، وهي تحمل هاتفًا ذكيًا متطورًا يُعتقد أنه هاتف قابل للطي، خلال زيارة لمستشفى حديث الافتتاح. وقد أثار هذا الظهور تساؤلات حول كيفية حصول النخبة الكورية الشمالية على أحدث التقنيات، خاصةً في ظل العقوبات الدولية، وأثار نقاشًا حول الهواتف الذكية في كوريا الشمالية وتأثيرها المحتمل على الأمن القومي.
وبحسب تقرير لصحيفة “ساوث تشاينا مورنينغ بوست”، يُرجح أن يكون الهاتف الذي تحمله كيم يو جونغ هو “هونر ماجيك في 3” (Honor Magic V3) القابل للطي، والذي يتجاوز سعره 1300 دولار أمريكي. هذا السعر يجعله بعيد المنال بالنسبة لمعظم المواطنين الكوريين الشماليين، مما يؤكد أن هذه الأجهزة مقتصرة على دائرة ضيقة من المسؤولين وكبار الشخصيات.
نظرة على سوق الهواتف الذكية في كوريا الشمالية
لطالما عُرفت عائلة كيم جونغ أون بحبها للأجهزة التقنية الراقية، حيث ظهر كيم جونغ أون نفسه وهو يستخدم منتجات “آبل” مثل أجهزة “آيباد” و”ماك بوك” في مناسبات مختلفة. ويشير هذا إلى رغبة في مواكبة التطورات التكنولوجية، حتى في ظل العزلة التي تفرضها العقوبات الدولية.
ومع ذلك، فإن الوصول إلى هذه التقنيات ليس سهلاً. تعتمد النخبة الكورية الشمالية على شبكات تهريب معقدة للحصول على أحدث الأجهزة من الخارج، متجاوزة بذلك القيود المفروضة على استيراد المعدات الكهربائية. وتشير التقارير إلى أن هذه الشبكات تستغل نقاط الضعف في الرقابة الحدودية والفساد لتسهيل هذه العمليات.
انتهاك محتمل للعقوبات الدولية
يثير امتلاك كيم يو جونغ لهاتف صيني، مثل “هونر ماجيك في 3″، مخاوف بشأن انتهاك قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي يحظر توريد المعدات الكهربائية إلى كوريا الشمالية. يهدف هذا الحظر إلى الحد من قدرة الدولة على تطوير برامجها النووية والصاروخية من خلال منعها من الحصول على التكنولوجيا والمكونات اللازمة.
ويشير موقع “إنكوايرر” إلى أن هذا الأمر قد يمثل تحديًا لجهود المجتمع الدولي للضغط على كوريا الشمالية للامتثال لقرارات الأمم المتحدة. وتساءل الموقع عما إذا كانت هناك ثغرات في تطبيق العقوبات تسمح باستمرار تدفق التكنولوجيا إلى داخل البلاد.
مواصفات “هونر ماجيك في 3”
تصف شركة “هونر” هاتفها بأنه أنحف هاتف قابل للطي في العالم، حيث يصل سمكه عند فتحه إلى 4.35 ملم وعند إغلاقه إلى 9 ملم، مع وزن يبلغ 226 جرامًا. يتميز الهاتف بشاشة داخلية بحجم 7.92 بوصة وشاشة خارجية بحجم 6.43 بوصة، مع مستوى سطوع يصل إلى 5000 شمعة.
ويعتمد الهاتف على معالج “سناب دراغون 8 جين 3” (Snapdragon 8 Gen 3) ثماني النواة، ويحتوي على كاميرا خلفية ثلاثية العدسات بدقة 40 ميجابكسل للعدسة الواسعة للغاية و50 ميجابكسل للعدسة الرئيسية و50 ميجابكسل لعدسة التقريب البصري. كما يتميز بكاميرا أمامية بدقة 20 ميجابكسل في كل شاشة.
بالإضافة إلى الهواتف المستوردة، تمتلك كوريا الشمالية أيضًا علامات تجارية محلية للهواتف الذكية. ورغم أن هذه الهواتف قد تشبه الهواتف العالمية في التصميم، إلا أنها تأتي مع برامج خاصة للمراقبة والأمن، بما في ذلك تطبيقات تلتقط الصور وترسلها إلى السلطات. هذا يعكس سعي النظام الكوري الشمالي إلى السيطرة على المعلومات والاتصالات داخل البلاد.
في الختام، يثير ظهور كيم يو جونغ وهي تحمل هاتفًا ذكيًا متطورًا أسئلة مهمة حول الوصول إلى التكنولوجيا في كوريا الشمالية وتأثير ذلك على العقوبات الدولية والأمن القومي. من المتوقع أن تواصل الأمم المتحدة مراقبة الوضع وتقييم فعالية العقوبات المفروضة على كوريا الشمالية. كما يجب مراقبة تطور سوق الهواتف المحمولة داخل كوريا الشمالية، وتحديد ما إذا كانت هناك أي تغييرات في السياسات أو الممارسات المتعلقة باستيراد واستخدام التكنولوجيا.






