قال ماهر نقولا، مدير المركز الأوروبي الآسيوي للدراسات، إن الاجتماعات الحالية بين المسؤولين الأوروبيين والصينيين في بكين “غير ذات أهمية جوهرية”، معتبرًا أن الجانب الصيني يتعامل بجدية شديدة وفق رؤية استراتيجية عميقة، بينما لا يزال الأوروبيون متمسكين بنموذج فكري قديم لم يعد يتناسب مع الواقع العالمي الراهن.
وفي مداخلة مع الإعلامية منى عوكل، على قناة “القاهرة الإخبارية”، أوضح أن النخبة الحاكمة في الصين، والمعروفة باسم “المكتب الدائم” في الحزب الشيوعي الصيني، تتبنى مدرسة فكرية تُعرف بـ”الموضوعية الجديدة”، والتي تدمج بين الملفات الاقتصادية والأمنية والعسكرية ضمن رؤية استراتيجية واحدة، لافتًا إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تبنى النهج ذاته حين تولى الحكم، ما عزز التوجه نحو ربط النمو الاقتصادي بالملف الأمني والدفاعي.
وأضاف: “في المقابل، لا يزال الأوروبيون متمسكين بالنموذج التقليدي، الذي يفصل بين العلاقات التجارية والمالية من جهة، وبين القضايا الأمنية والاستراتيجية من جهة أخرى، وهو ما يجعلهم خارج السياق الراهن”.
وعن سبب زيارة المسؤولين الأوروبيين للصين رغم مواقفهم السابقة، قال: “رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، ورئيس الوزراء البرتغالي أنطونيو كوستا، عبّرا في السابق عن مواقف عدائية تجاه بكين، واتهما الحكومة الصينية بالقرصنة التجارية وانتهاج نظام شمولي، بل استخدما عبارات قاسية للغاية في وصفها”، مشيرًا إلى أن هذا الموقف انعكس في قطع جسور الثقة بين الجانبين.
وأكد أن “زيارة اليوم إلى بكين تأتي فقط تحت ضغط كبير من إدارة ترامب، وهي لا تعبّر عن تغيير حقيقي في الرؤية الأوروبية، بل تمثل حركة دبلوماسية سطحية لا ترقى إلى مستوى التحديات الاستراتيجية التي يفرضها الواقع الدولي”.