أعلنت شركة دي إم جي تي (DMGT)، المالكة لصحيفة ديلي ميل البريطانية، عن اتفاق لشراء صحيفة التلغراف المنافسة مقابل 650 مليون دولار. هذه الصفقة، التي تم الإعلان عنها يوم السبت، ستجمع بين قوتين إعلاميتين بارزتين في المملكة المتحدة، مما يغير المشهد الإعلامي البريطاني ويثير تساؤلات حول مستقبل الاستحواذ على الصحف. وتأتي هذه الخطوة بعد فترة من عدم اليقين بشأن ملكية التلغراف.
الاستحواذ، الذي يخضع للموافقات التنظيمية، يمثل تحولًا كبيرًا في ملكية الصحف البريطانية. كانت صحيفة التلغراف قد كانت قيد التفاوض مع مستثمرين آخرين، لكن الصفقة مع دي إم جي تي تقدم مسارًا واضحًا للمضي قدمًا. وتشير التقارير إلى أن الصفقة تهدف إلى سداد الديون المتراكمة على المجموعة الإعلامية.
تطورات صفقة الاستحواذ على صحيفة التلغراف
بدأت هذه القصة قبل أسبوع عندما انسحبت شركة الاستثمار الخاصة ريد بيرد كابيتال بارتنرز من عرضها لشراء صحيفة التلغراف. ووفقًا لمصادر مطلعة، فإن المعارضة الداخلية من داخل غرفة أخبار التلغراف كانت السبب الرئيسي في هذا الانسحاب. هذه المعارضة تتعلق بالمخاوف بشأن استقلالية التحرير وتأثير المستثمرين الجدد.
خلفية عن الأطراف المعنية
شركة دي إم جي تي (DMGT) هي شركة إعلامية بريطانية كبيرة تمتلك مجموعة متنوعة من الأصول الإعلامية، بما في ذلك صحيفة ديلي ميل وديلي ميل ويكند. تتمتع الشركة بسمعة قوية في مجال الصحافة الشعبية والتحليل السياسي. أما صحيفة التلغراف فهي صحيفة بريطانية مرموقة ذات تاريخ طويل في تغطية الأخبار والتحليلات السياسية والاقتصادية.
ريد بيرد كابيتال بارتنرز هي شركة استثمار خاصة أمريكية تركز على الاستثمار في الشركات الإعلامية. كانت الشركة مهتمة بشراء صحيفة التلغراف كجزء من استراتيجيتها لتوسيع وجودها في السوق الإعلامية البريطانية. ومع ذلك، واجهت الشركة تحديات كبيرة بسبب المعارضة الداخلية.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الصفقة تثير تساؤلات حول المنافسة في سوق الصحف البريطاني. من خلال الجمع بين صحيفتي ديلي ميل والتلغراف، ستسيطر دي إم جي تي على حصة كبيرة من السوق، مما قد يقلل من التنوع الإعلامي. هذا الأمر قد يخضع للتدقيق من قبل الجهات التنظيمية المختصة.
التفاصيل المالية للصفقة
تبلغ قيمة الصفقة حوالي 500 مليون جنيه إسترليني (650 مليون دولار أمريكي)، وفقًا لتقارير صحيفة فايننشال تايمز. يهدف هذا المبلغ إلى تغطية الأموال التي أنفقتها ريد بيرد كابيتال بارتنرز في محاولتها للاستحواذ على الصحيفة. وتعمل الشركتان حاليًا على وضع اللمسات الأخيرة على شروط الصفقة وإعداد المستندات التنظيمية اللازمة.
من المتوقع أن يتم تقديم المستندات التنظيمية إلى الجهات المختصة في أقرب وقت ممكن. وتشمل هذه الجهات مكتب المنافسة والسوق في المملكة المتحدة (CMA)، الذي سيقوم بتقييم تأثير الصفقة على المنافسة في سوق الصحف. قد يستغرق الحصول على الموافقة التنظيمية عدة أشهر.
تعتبر هذه الصفقة جزءًا من اتجاه أوسع في صناعة الإعلام، حيث تسعى الشركات الإعلامية إلى الاندماج والاستحواذ لزيادة حصتها في السوق وتقليل التكاليف. كما أن الصحافة الرقمية تلعب دورًا متزايد الأهمية في هذا المشهد، حيث تتجه المزيد من الشركات الإعلامية إلى الاستثمار في المنصات الرقمية.
في سياق مماثل، يشهد قطاع وسائل الإعلام البريطانية تحولات كبيرة، مدفوعة بالتغيرات في سلوك المستهلك وتطور التكنولوجيا. وتواجه الصحف التقليدية تحديات كبيرة في جذب القراء والمعلنين، مما يدفعها إلى البحث عن طرق جديدة لتحقيق الإيرادات.
الخطوة التالية المتوقعة هي تقديم المستندات التنظيمية الرسمية. من المتوقع أن يستغرق الحصول على الموافقة التنظيمية عدة أشهر، وستراقب الجهات المعنية عن كثب تأثير الصفقة على المنافسة في سوق الصحف. يبقى أن نرى ما إذا كانت الصفقة ستنجح في تحقيق أهدافها المعلنة، وما إذا كانت ستؤدي إلى تغييرات كبيرة في المشهد الإعلامي البريطاني.






