أطلقت شركة أمازون نموذج الذكاء الاصطناعي الجديد الخاص بمساعدها الصوتي “أليكسا+” (Alexa+) للمتصفحات، في محاولة لمنافسة النماذج الرائدة مثل “شات جي بي تي” و”جيميناي”. كان “أليكسا” في السابق محصورًا في أجهزة أمازون الذكية، لكن التوسع يمثل خطوة نحو جعله متاحًا على نطاق أوسع. يهدف هذا الإطلاق إلى تعزيز مكانة أمازون في سوق الذكاء الاصطناعي التوليدي المتنامي.
ويتوفر النموذج حاليًا للمستخدمين التجريبيين، مع خطط لدمجه في اشتراك “برايم” أو كخدمة منفصلة مقابل 20 دولارًا شهريًا. تأتي هذه الخطوة بعد تأخير دام عامين، حيث واجهت أمازون تحديات تقنية في تطوير “أليكسا+” ليواكب التطورات السريعة في هذا المجال. يراقب المحللون عن كثب ما إذا كانت هذه الخطوة ستعيد أمازون إلى دائرة المنافسة بقوة.
ما هي قدرات “أليكسا+”؟
تتميز واجهة “أليكسا+” الجديدة على الحواسيب بتصميم مشابه لتطبيق الهاتف المحمول، مع شاشة كبيرة تركز على مربع المحادثة. تتيح الواجهة للمستخدمين إدخال الأوامر كتابةً أو عبر الصوت، كما تدعم رفع الملفات مباشرةً إلى النموذج.
وتوفر الواجهة قائمة ببعض الأوامر والأسئلة المقترحة لتسهيل الاستخدام على المبتدئين. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للمستخدمين نسخ الأوامر مباشرةً من الواجهة واستخدامها في أماكن أخرى. تعتبر هذه الميزات خطوة نحو تبسيط عملية التفاعل مع الذكاء الاصطناعي.
من أبرز ميزات “أليكسا+” أيضًا، القدرة على الوصول إلى سجل المحادثات السابق عبر جميع الأجهزة المرتبطة، مما يوفر تجربة مستخدم متسقة. وتشمل القدرات الأساسية البحث عن المعلومات، تشغيل الموسيقى، الحصول على حالة الطقس، والتسوق من خلال متاجر أمازون. هذه الميزات تعكس تركيز أمازون على دمج الذكاء الاصطناعي في الحياة اليومية للمستخدمين.
تحديات المنافسة في سوق الذكاء الاصطناعي
على الرغم من إمكانياته، يواجه “أليكسا+” تحديات كبيرة في منافسة “شات جي بي تي” و”جيميناي”. فالنموذج لا يزال يفتقر إلى بعض الميزات المتقدمة، مثل القدرة على الاتصال بأدوات خارجية أو إنشاء روبوتات مخصصة. هذا النقص في الميزات قد يحد من قدرته على جذب المستخدمين الذين يبحثون عن حلول أكثر قوة ومرونة.
وتشير التقارير إلى أن “أليكسا+” لا يزال يعاني من بعض المشكلات التقنية، مثل التوقف المفاجئ عن العمل أثناء المحادثات. كما أن بعض المستخدمين قد يجدون ردود النموذج غير مرضية أو حتى مزعجة. تتطلب هذه المشكلات مزيدًا من التطوير والتحسين لضمان تجربة مستخدم سلسة وفعالة.
تستثمر أمازون بكثافة في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث تقدر الاستثمارات بأكثر من 25 مليار دولار. ومع ذلك، فإن المنافسة في هذا المجال شرسة، وتتطلب من الشركات الابتكار المستمر وتقديم حلول متفوقة. يعتبر تطوير “أليكسا+” جزءًا من هذه الجهود، ولكنه يمثل تحديًا كبيرًا للشركة.
مشروع “بروميثيوس” السري
في تطور منفصل، كشفت تقارير عن استثمار جيف بيزوس، مؤسس ورئيس مجلس إدارة أمازون، في مشروع سري يحمل اسم “بروميثيوس”. يعمل هذا المشروع في مجالات متنوعة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في الصناعات المختلفة، بما في ذلك الفضاء. الهدف من هذا الاستثمار هو تطوير تقنيات جديدة يمكن أن تحدث ثورة في هذه المجالات.
لم يتم الكشف عن تفاصيل كاملة حول مشروع “بروميثيوس”، ولكن يُعتقد أنه يمثل عودة بيزوس المباشرة إلى الابتكار والتطوير في مجال التكنولوجيا. قد يكون لهذا المشروع تأثير كبير على مستقبل أمازون، خاصة إذا تم ربطه بتطوير “أليكسا+” أو خدمات أخرى للشركة. ينتظر المحللون بفارغ الصبر المزيد من المعلومات حول هذا المشروع.
في الختام، يمثل إطلاق “أليكسا+” خطوة مهمة لأمازون في سعيها للمنافسة في سوق الذكاء الاصطناعي، ولكن النجاح يتوقف على قدرة الشركة على معالجة التحديات التقنية وتلبية احتياجات المستخدمين. من المتوقع أن تستمر أمازون في تطوير “أليكسا+” وإضافة ميزات جديدة، مع التركيز على تحسين الأداء وسهولة الاستخدام. سيكون من المهم مراقبة التطورات المستقبلية لـ “أليكسا+” ومشروع “بروميثيوس” لتقييم تأثيرهما على صناعة التكنولوجيا بشكل عام.






