وصف الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري رسالة عشرات ضباط الاحتياط بجيش الاحتلال إلى رئيس الأركان هرتسي هاليفي بشأن الحرب على غزة بأنها تعطي واقعا ميدانيا حقيقيا بعدما غاص جنود إسرائيل بوحل غزة.

وأوضح الدويري -خلال تحليله المشهد العسكري بغزة- أن الذي يقاتل في المعركة هو الأصدق لكونه على تماس بالواقع الميداني، مشيرا إلى أنه لا يمكن أخذ كلام السياسيين على محمل الجد لأنهم يحاولون توظيف الحرب لتحقيق مآرب سياسية.

وأشار إلى أن مفهوم النصر بالحرب غير المتناظرة يختلف كليا عن الحرب التقليدية “فإذا استطاع الطرف الضعيف مواصلة القتال والبقاء فهو منتصر، في حين يعتبر الطرف القوي خاسرا إذا لم ينتصر”.

ونبّه إلى أن كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- وبقية الفصائل لا تزال تقاتل، مستشهدا بفيديوهات المقاومة في مختلف مناطق القتال، الأمر الذي يثبت خشية جيش الاحتلال من القتال من المسافة صفر.

وشدد الدويري على أن جيش الاحتلال مُني بخسارات في السياق الإستراتيجي يحتاج سنوات لتعويضها على غرار فقدان التفوق وكسب الحرب الحافظة ومفهوم الردع، إضافة إلى فقدان إمكانية العمل على الجبهة الداخلية.

وتعد تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت التي تمنى فيها ألا تتسع دائرة الحرب -وفق الدويري- نتاجا لما قاله ضباط الاحتلال، مستحضرا أيضا تصريحات سابقة للناطق باسم جيش الاحتلال دانيال هاغاري واعترف فيها بأن القضاء على حماس ذر للرماد في العيون.

وخلص الدويري إلى أن رسالة الضباط مفادها “كفاكم السباحة عكس التيار، وضرورة الاعتراف بالواقع وهو عدم قدرتنا على حسم الحرب مع أضعف أعدائنا بالمنطقة، والتعجيل بإنهائها لأن الحديث عن النصر غير مقنع ولا يمكن تحقيقه”.

وكان العشرات من ضباط الاحتياط في جيش الاحتلال قد وجهوا رسالة إلى هاليفي أكدوا فيها أن تحقيق النصر في غزة لا يزال بعيد المنال، وقالوا “نحن الذين أتينا من الميدان نعلم جيدا أن الوضع لا يزال بعيدا عن النصر”، وفق ما أوردت القناة الـ14 الإسرائيلية.

وأكد الضباط -الذين قضوا 200 يوم من خدمة الاحتياط في غزة- أن “العدو لا يزال يملك قدرات عابرة للحدود وطائرات مسيّرة وطائرات مسيّرة متفجرة وقذائف هاون وبنية تحتية ضخمة للأنفاق والعديد من الإرهابيين الأحياء المستعدين لمواصلة القتال ضدنا”، حسب وصفهم.

شاركها.