|

أفادت دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس باقتحام 774 مستوطنا باحات المسجد الأقصى المبارك اليوم الثلاثاء، تزامنا مع سادس أيام ما يسمى “عيد العُرش”، وسط حماية من جيش الاحتلال الإسرائيلي. في غضون ذلك، اعتقلت قوات الاحتلال 28 فلسطينيا خلال اقتحامها مناطق متفرقة من الضفة الغربية فجر اليوم، بينهم طفل وأسرى سابقون وفق بيانات فلسطينية رسمية.

وقالت مصادر فلسطينية إن مجموعات متتالية من المستوطنين اقتحمت الأقصى بأعداد كبيرة، وأدوا طقوسا تلمودية في باحاته، كما أدى مئات المستوطنين صلوات تلمودية أمام باب القطانين، أحد أبواب المسجد الأقصى، حاملين ما تسمى القرابين النباتية.

وعززت قوات الاحتلال من وجودها في البلدة القديمة، والمسجد الأقصى ومحيطه، لتأمين اقتحامات المستوطنين.

وقد نشر الاحتلال عشرات من عناصر شرطته على أبواب الأقصى، وطرقاته، وعلى أبواب البلدة القديمة، وعرقل وصول المصلين. كذلك أغلق الطرقات في منطقة باب الأسباط، وسمح للمركبات والحافلات التي تقلّ المستوطنين بالمرور باتجاه باب المغاربة وصولا إلى ساحة البراق.

وتشهد باحات الأقصى تصاعدا مستمرا في أعداد المستوطنين المقتحمين، فقد كانت أعدادهم قبل سنوات لا تتجاوز 5 آلاف سنويا، في حين وصلت هذا العام إلى أكثر من 60 ألف مستوطن مقتحم.

وعادة ما تزداد وتيرة الاقتحامات للمسجد خلال فترات الأعياد اليهودية، وتنفذ على فترتين؛ صباحية وبعد صلاة الظهر بتسهيلات ومرافقة من شرطة الاحتلال.

ومنذ 2003 تسمح شرطة الاحتلال أحاديا للمستوطنين باقتحام المسجد الأقصى لعدة ساعات يوميا ما عدا يومي الجمعة والسبت، رغم المعارضة المتكررة من دائرة الأوقاف الإسلامية التي تدعو لوقف هذه الاقتحامات.

وفي السياق، اعتبرت وزارة الخارجية الفلسطينية تعمّد الحكومة الإسرائيلية تغيير الواقع التاريخي والقانوني للمسجد الأقصى جزءا من تهويد القدس ضمن حرب إبادة وتهجير للفلسطينيين.

وأوضحت الوزارة -في بيان- أنها تنظر بخطورة بالغة إلى التصعيد اليومي الحادث في اقتحامات غلاة المستوطنين المتطرفين للمسجد الأقصى وتصعيد قيامهم بأداء مزيد من الطقوس والصلوات التلمودية في باحاته.

وقالت إن ذلك يعدّ محاولة لتحويل هذا المشهد إلى واقع ملموس ومألوف بسبب تكراره كل يوم، بهدف التسريع في حلقات تقسيمه المكاني ريثما يتم هدم المسجد وبناء الهيكل المزعوم مكانه.

وأشار البيان إلى إطلاق يد المستوطنين المتطرفين للقيام بمزيد من الخطوات الأحادية الجانب غير القانونية لضم الضفة الغربية المحتلة.

ولفتت الخارجية الفلسطينية إلى أنها تواصل بالشراكة مع الأشقاء في الأردن حراكها السياسي والدبلوماسي والقانوني الدولي لفضح انتهاكات الاحتلال للمسجد الأقصى، وحشد أوسع جبهة دولية ضاغطة لحماية القدس ومقدساتها.

جنود الاحتلال اعتقلوا فتى فلسطينيا أثناء حملات الدهم بالخليل (الأناضول)

اقتحامات واعتقالات

وفي إطار اقتحامات قوات الاحتلال اليومية لمدن الضفة الغربية وبلداتها، أعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني، في بيان مشترك، اعتقال قوات الاحتلال الليلة الماضية وفجر اليوم 28 فلسطينيا، بينهم طفل وأسرى سابقون، ليتجاوز بذلك إجمالي عدد المعتقلين في الضفة 11 ألفا و400 معتقل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وأوضح البيان المشترك أن من بين المعتقلين 15 فلسطينيا من مخيم العروب للاجئين بشمال الخليل جنوبي الضفة، بينما توزعت بقية الاعتقالات على محافظات رام الله، وسلفيت، وبيت لحم، ونابلس، وقلقيلية.

وبحسب البيان، فقد رافق حملة الاعتقالات عمليات تنكيل واسعة واعتداءات بالضرب المبرح، وتهديدات بحق المعتقلين وعائلاتهم، إلى جانب “عمليات التخريب والتدمير في منازل المواطنين”.

ويواصل الاحتلال تنفيذ عمليات اقتحام وتنكيل واسعة، ترافقها تهديدات بحق المعتقلين وعائلاتهم، إضافة إلى عمليات تخريب وتدمير في منازل المواطنين الفلسطينيين.

وأشار البيان إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يواصل التحقيق الميداني مع عشرات الفلسطينيين في بلدة دير أبو مشعل غربي مدينة رام الله وسط الضفة.

ولفت إلى أن عمليات التحقيق الميداني تصاعدت كثيرا في المدة الأخيرة في كل محافظات الضفة، وشملت مئات الشبان.

وبموازاة حرب الإبادة الجماعية -التي ترتكبها إسرائيل بدعم أميركي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023- وسع جيش الاحتلال عملياته بالضفة، كما صعّد المستوطنون اعتداءاتهم على الفلسطينيين وممتلكاتهم، لتسفر إجمالا عن استشهاد 759 فلسطينيا، وإصابة نحو 6 آلاف و250 آخرين، واعتقال 11 ألفا و300 فلسطيني، وفق معطيات رسمية فلسطينية.

وقد أسفرت حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية المتواصلة على غزة عن أكثر من 142 ألف شهيد وجريح فلسطينيين معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة خلفت عشرات الشهداء من الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

شاركها.