تدافع متداولو “وول ستريت” نحو الأصول عالية المخاطر، إذ ارتفعت الأسهم إلى جانب “بتكوين” مع إحراز مجلس الشيوخ الأميركي تقدماً في خطة لإنهاء أطول إغلاق حكومي في تاريخ الولايات المتحدة، ما من شأنه إزالة عقبة اقتصادية كبيرة. في المقابل، فقدت السندات زخمها.
دفع الإقبال على المخاطرة مؤشر “إس آند بي 500” للارتفاع بنسبة 1.5%، فيما قادت أسهم التكنولوجيا، التي كانت الأكثر تضرراً في الأيام الأخيرة، موجة الصعود في أسواق الأسهم. ومع تراجع الطلب على الأصول الآمنة، انخفضت عائدات سندات الخزانة قليلاً، بينما كان أداء الدولار دون مستوى معظم نظرائه الرئيسيين.
عبّر البيت الأبيض عن دعمه للاتفاق بين الحزبين لإنهاء الإغلاق الحكومي، في تطوّر رئيسي يُرجّح أن يؤدي إلى إعادة فتح الحكومة خلال أيام.
ورغم أن مجلس الشيوخ لم يحدد بعد موعداً للتصويت النهائي، وأن مجلس النواب ما زال بحاجة إلى إقرار المشروع قبل أن يُحال إلى الرئيس الأميركي دونالد ترمب، فقد اعتبر المستثمرون الخطوة اختراقاً مهماً، إذ إن إنهاء الإغلاق سيوفّر للمستثمرين إمكانية الوصول إلى البيانات الاقتصادية، ويمنحهم وضوحاً أكبر بشأن آفاق سياسة مجلس الاحتياطي الفيدرالي.
وبحسب مايكل براون من شركة “بيبرستون”، فإن تفاعل السوق يبدو منطقياً إلى حدّ كبير، نظراً لأن استعادة التمويل ستزيل عقبة أمام النمو، وحالة الغموض التي تكتنف التوقعات الاقتصادية.
وقالت فيونا سينكوتا من “سيتي إندكس”: “إعادة فتح الحكومة لن تعزّز المعنويات فحسب، بل ستتيح أيضاً صدور البيانات الاقتصادية التي قد توفّر فهماً أعمق لوضع سوق العمل الأميركية، وبصورة أوسع للاقتصاد الأميركي قبل قرار الفائدة المرتقب الشهر المقبل من مجلس الاحتياطي الفيدرالي”.
أداء قوي للأسهم وضغوط على السندات
تجاوز مؤشر “إس آند بي 500” مستوى 6800 نقطة، بينما ارتفع مؤشر أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى بنحو 3%. في المقابل، تراجعت أسهم شركات التأمين الصحي والمستشفيات الأميركية مع اقتراب المشرّعين من إنهاء الإغلاق من دون تمديد دعم قانون الرعاية الصحية الميسّرة.
وتراجعت السندات قصيرة الأجل مقارنة ببقية المنحنى، إذ ارتفعت عوائد السندات لأجل عامين بثلاث نقاط أساس إلى 3.59%. وتواجه سندات الخزانة اختباراً للطلب هذا الأسبوع مع مزادات يبلغ مجموع قيمتها 125 مليار دولار، علماً أن سوق السندات ستغلق يوم الثلاثاء بمناسبة “يوم المحاربين القدامى”.






