أطلقت مؤسسة الأمير محمد بن فهد للتنمية الإنسانية، بالتعاون مع الاتحاد العربي للتطوع، ورشة عمل متخصصة في الرياض تهدف إلى تطوير مجال التطوع المستدام في المملكة العربية السعودية. تهدف الورشة، التي انطلقت يوم الأحد وتستمر حتى 30 ديسمبر، إلى تعزيز ثقافة العمل التطوعي المؤسسي وتأهيل الكوادر المتخصصة في هذا المجال الحيوي. يشارك في هذه المبادرة الهامة 47 متخصصًا من مختلف القطاعات الحكومية والخاصة.
تأتي هذه الورشة في وقت تشهد فيه المملكة اهتمامًا متزايدًا بتعزيز دور القطاع غير الربحي، وتطوير آليات العمل التطوعي لتلبية الاحتياجات المجتمعية المتنوعة. الورشة، التي تقام في الرياض، تعتبر خطوة عملية نحو تحقيق رؤية المملكة 2030 في بناء مجتمع حيوي ومسؤول. وتسعى إلى دمج أفضل الممارسات في مجال العمل التطوعي مع التوجهات الاستراتيجية للدولة.
أهمية التطوع المستدام في رؤية المملكة 2030
يشكل التطوع المستدام ركيزة أساسية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة التي تتبناها المملكة العربية السعودية. فالعمل التطوعي لا يقتصر على تقديم المساعدة المباشرة للمحتاجين، بل يمتد ليشمل بناء القدرات المجتمعية، وتعزيز المشاركة المدنية، وتحقيق التنمية الشاملة. وتعتبر هذه الورشة فرصة لتبادل الخبرات والمعرفة بين المتخصصين في هذا المجال.
دور مؤسسة الأمير محمد بن فهد للتنمية الإنسانية
تعتبر مؤسسة الأمير محمد بن فهد للتنمية الإنسانية من أبرز المؤسسات التي تعمل على دعم وتعزيز العمل التطوعي في المملكة. وقد أطلقت المؤسسة العديد من المبادرات والبرامج التي تهدف إلى تشجيع الأفراد والمؤسسات على المشاركة في العمل التطوعي. وتؤمن المؤسسة بأن التطوع هو وسيلة فعالة لتحقيق التغيير الإيجابي في المجتمع.
التعاون مع الاتحاد العربي للتطوع
يعزز التعاون بين مؤسسة الأمير محمد بن فهد للتنمية الإنسانية والاتحاد العربي للتطوع من نطاق تأثير هذه المبادرة، ويساهم في تبادل الخبرات مع الدول العربية الأخرى. الاتحاد العربي للتطوع هو منظمة إقليمية تعمل على تطوير وتعزيز العمل التطوعي في المنطقة العربية. ويقدم الاتحاد الدعم الفني والمالي للمؤسسات والأفراد العاملين في هذا المجال.
محتوى الورشة وأهدافها التفصيلية
تركز الورشة على مجموعة متنوعة من الموضوعات المتعلقة بـالتطوع المستدام، بما في ذلك استراتيجيات إدارة المتطوعين، وتطوير برامج تطوعية فعالة، وقياس أثر العمل التطوعي. كما تتناول الورشة التحديات التي تواجه العمل التطوعي في المملكة، والحلول المقترحة للتغلب عليها. يهدف البرنامج التدريبي إلى رفع كفاءة المشاركين في تخطيط وتنفيذ وتقييم المبادرات التطوعية.
من بين الأهداف الرئيسية للورشة، تطوير مهارات المشاركين في مجال جمع التبرعات، وإدارة الموارد المالية، والتسويق للعمل التطوعي. بالإضافة إلى ذلك، تسعى الورشة إلى تعزيز الشراكات بين القطاع غير الربحي والقطاع الخاص، بهدف زيادة الدعم المالي واللوجستي للعمل التطوعي. وتشجيع المشاركة المجتمعية في تصميم وتنفيذ البرامج التطوعية.
تأتي هذه الورشة في سياق الجهود الحكومية المتواصلة لتنظيم وتطوير قطاع العمل التطوعي في المملكة. فقد أصدرت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية مؤخرًا عددًا من القرارات واللوائح التي تهدف إلى تسهيل ممارسة العمل التطوعي، وحماية حقوق المتطوعين. وتشجيع المؤسسات على تبني سياسات وإجراءات واضحة لإدارة المتطوعين. وتعتبر هذه الخطوات بمثابة حزمة تحفيزية للعمل التطوعي.
بالإضافة إلى ذلك، يشهد قطاع العمل التطوعي في المملكة تطورًا ملحوظًا في استخدام التقنيات الحديثة، مثل تطبيقات الهواتف الذكية ومنصات التواصل الاجتماعي، لتسهيل عملية التسجيل في الفرص التطوعية، والتواصل بين المتطوعين والمنظمات. وتعتبر هذه التطورات التكنولوجية بمثابة نقلة نوعية في مجال العمل التطوعي. وتساهم في زيادة عدد المتطوعين، وتوسيع نطاق تأثير المبادرات التطوعية.
وتشير التقارير إلى أن عدد المتطوعين في المملكة العربية السعودية قد شهد زيادة كبيرة في السنوات الأخيرة، ويعزى ذلك إلى الوعي المتزايد بأهمية العمل التطوعي، والجهود المبذولة لتشجيع المشاركة المجتمعية. كما أن هناك اهتمامًا متزايدًا من قبل الشباب السعودي بالعمل التطوعي، حيث يعتبرونه وسيلة للتعبير عن مسؤوليتهم الاجتماعية، والمساهمة في بناء مستقبل أفضل لوطنهم. ويعتبر هذا التوجه الإيجابي مؤشرًا على استدامة العمل التطوعي في المملكة.
من المتوقع أن تسهم هذه الورشة في تطوير خطط عمل متكاملة لتعزيز التطوع المستدام في مختلف القطاعات. كما من المأمول أن تؤدي إلى زيادة عدد المتطوعين المؤهلين، وتحسين جودة العمل التطوعي في المملكة. وتعزيز الشراكات بين القطاع غير الربحي والقطاع الخاص.
في الختام، من المقرر أن تنتهي الورشة في 30 ديسمبر الجاري، وسيتم خلالها تقديم تقرير شامل حول نتائج الورشة والتوصيات المقترحة. من غير المؤكد حتى الآن ما إذا كانت ستتبعها مبادرات أخرى، ولكن من الواضح أن هناك التزامًا قويًا من قبل مؤسسة الأمير محمد بن فهد للتنمية الإنسانية والاتحاد العربي للتطوع بدعم وتطوير مجال العمل التطوعي في المملكة. ومن المهم متابعة التطورات في هذا المجال، وتقييم أثر المبادرات والبرامج المختلفة على المجتمع.






