اختتم المؤتمر الرابع لجمعية الشرق الأوسط للعلاج الإشعاعي والأورام (MESTRO 2025) أعماله في جامعة الفيصل بالرياض، حيث أوصى المشاركون بمجموعة من الإجراءات الهادفة إلى تطوير مجال العلاج الإشعاعي في المنطقة العربية. تركز التوصيات على تعزيز التعاون بين المؤسسات الأكاديمية والبحثية والمراكز الطبية لتحسين رعاية مرضى السرطان. وقد شهد المؤتمر حضوراً واسعاً من الخبراء والمتخصصين في هذا المجال.
عقد المؤتمر على مدار يومين، واختتم فعالياته أمس، وشهد مناقشات علمية مكثفة حول أحدث التطورات في تقنيات العلاج الإشعاعي، بما في ذلك العلاج الإشعاعي التجسيمي (Stereotactic Radiotherapy) والعلاج بالبروتونات. يهدف المؤتمر إلى تبادل الخبرات والمعرفة بين العاملين في مجال الأورام في المنطقة، ورفع مستوى الخدمات الطبية المقدمة للمرضى.
توصيات المؤتمر لتعزيز العلاج الإشعاعي في المنطقة
ركزت توصيات MESTRO 2025 على عدة محاور رئيسية تهدف إلى تطوير منظومة العلاج الإشعاعي في المملكة العربية السعودية ودول الخليج والمنطقة العربية بشكل عام. وتأتي هذه التوصيات في وقت تشهد فيه المنطقة ارتفاعاً في معدلات الإصابة بالسرطان، مما يستدعي تضافر الجهود لمواجهة هذا التحدي.
تكامل الجهود الأكاديمية والبحثية
أكد المشاركون على أهمية تعزيز التعاون بين الجامعات والمراكز البحثية والمستشفيات المتخصصة في علاج الأورام. يشمل ذلك تبادل الخبرات والبيانات، وتنفيذ مشاريع بحثية مشتركة، وتطوير برامج تدريبية متخصصة للعاملين في هذا المجال.
بالإضافة إلى ذلك، أوصى المؤتمر بإنشاء شبكة إقليمية لتبادل المعلومات والخبرات في مجال العلاج الإشعاعي، مما يتيح للمتخصصين الوصول إلى أحدث المستجدات والتطورات في هذا المجال. هذه الشبكة يمكن أن تسهل أيضاً تنظيم ورش عمل ومؤتمرات مشتركة.
تطوير الممارسات السريرية
شدد المؤتمر على ضرورة تطوير الممارسات السريرية في مجال العلاج الإشعاعي، بما يتماشى مع أحدث المعايير الدولية. يتضمن ذلك اعتماد بروتوكولات علاجية موحدة، واستخدام تقنيات متطورة في التخطيط والتنفيذ، وضمان جودة الرعاية المقدمة للمرضى.
كما أوصى المؤتمر بتوسيع نطاق خدمات العلاج الإشعاعي لتشمل المناطق النائية والمحرومة، من خلال إنشاء مراكز علاجية متنقلة أو تقديم خدمات الاستشارة عن بعد. هذا يهدف إلى ضمان حصول جميع المرضى على الرعاية اللازمة، بغض النظر عن موقعهم الجغرافي.
أهمية الفيزياء الطبية
أشار المشاركون إلى الدور الحيوي الذي يلعبه أخصائيو الفيزياء الطبية في ضمان سلامة وفعالية العلاج الإشعاعي. لذلك، أوصى المؤتمر بتعزيز برامج التدريب والتأهيل لأخصائيي الفيزياء الطبية، وتوفير الدعم اللازم لهم لتطوير مهاراتهم ومعرفتهم.
وبحسب تقارير وزارة الصحة، هناك حاجة متزايدة لأخصائيي الفيزياء الطبية المؤهلين في المملكة العربية السعودية، وذلك مع التوسع في خدمات العلاج الإشعاعي وزيادة عدد المراكز المتخصصة.
التحديات والفرص في مجال أورام السرطان
أكد الخبراء على أن مواجهة تحديات السرطان تتطلب استثماراً مستمراً في البحث العلمي والتطوير التكنولوجي. بالإضافة إلى ذلك، من الضروري زيادة الوعي المجتمعي بأهمية الكشف المبكر عن السرطان، وتشجيع الناس على إجراء الفحوصات الدورية.
في المقابل، هناك فرص واعدة لتطوير مجال العلاج الإشعاعي في المنطقة العربية، من خلال الاستفادة من التقدم التكنولوجي المتسارع، والتعاون مع المؤسسات الدولية الرائدة في هذا المجال. كما يمكن الاستفادة من التجارب الناجحة في الدول الأخرى لتطوير نماذج علاجية مبتكرة.
تشير البيانات إلى أن معدلات البقاء على قيد الحياة لمرضى السرطان قد تحسنت بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، وذلك بفضل التقدم في العلاج الإشعاعي والعلاجات الأخرى. ومع ذلك، لا يزال هناك الكثير الذي يتعين القيام به لتحسين نتائج العلاج وتقليل العبء الذي يفرضه السرطان على الأفراد والمجتمعات.
من الجوانب الأخرى التي نوقشت خلال المؤتمر، أهمية دعم المرضى وأسرهم نفسياً واجتماعياً، وتوفير الرعاية التلطيفية للمرضى في المراحل المتقدمة من المرض.
من المتوقع أن تقوم جمعية الشرق الأوسط للعلاج الإشعاعي والأورام (MESTRO) بتشكيل لجان متخصصة لمتابعة تنفيذ توصيات المؤتمر، وتقديم تقارير دورية حول التقدم المحرز. ومن المقرر أن يعقد المؤتمر الخامس في عام 2027، حيث سيتم تقييم نتائج التوصيات ومناقشة التحديات الجديدة.






