شهدت القصيم انطلاق فعاليات مؤتمر طب نمط الحياة الدولي 2024 والذي يستمر حتى غد الإثنين، الذي دعت إليه الجمعية السعودية لطب نمط الحياة في جامعة القصيم، بحضور مشاركة العلماء الباحثين ونخبة وصفوة من الأطباء والطبيبات وعدد من الجهات الحكومية والقطاع الخاص.
وأوضح رئيس مجلس إدارة جمعية طب نمط الحياة الدكتور صالح الراجحي، أن الجمعية سعت أن يكون مؤتمر القصيم الدولي لطب نمط الحياة حدث رئيسي للتطوير المهني المستمر للرعاية الصحية للأطباء ومقدمي الخدمات الصحية الداعمة والقادة وواضعي السياسات والباحثين ومنظمات المجتمع المدني والجامعات المهتمة بالأمراض المزمنة من حيث التعليم والتدريب والبحث والعلاج، والوقاية، والتفاعل الثقافي، والبيئي.
وأعرب عن شكره للجنة أهالي البكيرية لمشاركتها بدعم المؤتمر ولجميع اللجان العاملة ولجامعة القصيم على الاستضافة والداعمين والمشاركين.

حلول الوقاية

وبحثت اللقاءات خلال جلساتها العلمية أثر الوراثة الجينية واللاجينية على العافية عبر الأجيال “الوراثة ليست حتمية” ، إذ بينت أن الصحة تتحدد من خلال تفاعل معقد بين العوامل الوراثية والغذائية والبيئية والاجتماعية والاقتصادية والإيمانية، والتي تبدأ قبل الحمل وتستمر طوال الحياة، وتتأثر ببنى المحيط الأوسع مثل السياسة والمعايير الثقافية والتعليم والسكن، والدخل.
كما ناقشت أوراق العمل جوانب العادات غير الصحية وانتقالها عبر الوراثة المكتسبة والسلوك الاجتماعي إلى الأجيال القادمة، وعبر الوراثة الجينية واللاجينية (المكتسبة).
وأكد المؤتمر على أن طب نمط الحياة، يقدم حلول الوقاية من وعكس أو الشفاء من نسبة كبيرة من الأمراض المزمنة وتمكين الأفراد من السيطرة على صحتهم ورفاههم.
وقدم الأطباء وعلماء الأبحاث وأخصائيو الرعاية الصحية خلال المؤتمر مجموعة متنوعة من الخلفيات بيانات وحقائق ومراجع بحثية حول كيفية تمكين المرضى من تولي مسؤولية صحتهم ومستقبلهم بالتعاون مع مقدمي الرعاية الصحية الأولية.
كما حرص المؤتمر على التعريف بالمنهج الشمولي لطب العافية والبرنامج التطبيقي للرعاية المبادرة والإستباقية والوقائية والمستعجلة والطارئة من الأمراض المزمنة ومضاعفاتها.

خلال مؤتمر طب نمط الحياة الدولي

وفي سياق متصل ، قال البروفيسور توفيق احمد خوجة في كلمته إن هذا المؤتمر يعتبر نقلة نوعية كبيرة في تناول القضايا الصحية المرتبطة بنمط الحياة والمتوافقة مع أهداف ومرتكزات رؤية 2030 والتي وضعت صحة الإنسان في مقدمة أولوياتها باعتباره محور التنمية في كل الأزمنة .

تعزيز الصحة

وتابع “خوجة”: حرص النظام الصحي السعودي على تحقيق أهداف وغايات تركز على تعزيز الصحة وتعزيز نمط الحياة وأهمية معالجة الجوانب النفسية والاجتماعية والجسدية والمرضية ، فكثير من الأمراض التي باتت تنتشر في المجتمعات تحدث نتيجة عوامل مكتسبة كالسمنة وغياب الرياضة، ويمكن تفاديها بالوقاية وإتباع النمط الصحي مما يجعل الفرد يتمتع بصحة مستقرة وبجودة الحياة .
وتطرق البروفيسور خوجة في حديثه إلى جوانب كيفية بناء نظام صحي أكثر مأمونية وسلامة ضمن برامج ومبادرات تعزيز نمط الحياة ، وكيف يجب أن تكون الرعاية الصحية مكتملة الأوجه من جميع جوانبها وخصوصًا فيما يتعلق بتحسين الجودة ومخرجات أهداف النظام الصحي ضمن بوتقة شاملة تتضمن تقديم خدمات صحية متكاملة تضمن جودة وسلامة صحة المريض.
وكذلك تعزيز مفاهيم الرحمة والشفقة والود بين مقدمي الخدمة الصحية ومتلقيها ، إلى ذلك من المتوقع أن يخرج المؤتمر بتوصيات عديدة تثري الساحة الطبية وتسهم في تكريس وغرس مفاهيم نمط الحياة الصحي وجودة الحياة لدى أفراد المجتمعات بعيدًا عن الأمراض .
يشار إلى أن المؤتمر الذي يسدل ستاره غدًا، تخللته زيارات إلى المواقع الاجتماعية والثقافية والأثرية في منطقة القصيم، والتي لاقت استحسان الجمع الكبير من الخبراء والمتحدثين والمشاركين، فيما اطلعوا على الجوانب الإنسانية وروح التعاون والعطاء الذي يحظى به أهالي منطقة القصيم والذي يعكس روح الأخوة والمحبة والتعاون الذي يتحلى به أبناء هذا الوطن العزيز ضمن اخلاقيات وسماحة ديننا الإسلامي الحنيف.

شاركها.