ابتلع انزلاق أرضي ضخم قرية ترسين في إقليم دارفور غربي السودان بالكامل، مما أدى إلى تدمير المنازل ومصرع جميع سكانها بعد أن تسببت الأمطار الغزيرة في انهيار جبلي شرق جبل مرة.

تحولت القرية الواقعة في شرق جبل مرة إلى مقبرة جماعية بعد أن جرفها الانزلاق الأرضي المهول وأفنى أكثر من ألف شخص من سكانها، ولم ينج من المأساة سوى رجل واحد، ليصبح الشاهد الوحيد على رحيل أسرته وجيرانه وأبناء قريته.

ولاقت الحادثة تضامنا وتفاعلا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي، حيث عبر المستخدمون عن صدمتهم وحزنهم الشديد، مشيرين إلى أن ما حصل في قرية ترسين بطمرها بالكامل بهذا العدد الكبير من الضحايا يعد من أندر وأسوأ الكوارث في تاريخ السودان الحديث.

وأشار مدونون إلى أن حوادث الانهيارات الأرضية المميتة حدثت سابقا في مناطق جبلية بالسودان وأفريقيا، لكن ما حصل في قرية ترسين يمثل كارثة إنسانية هائلة، حيث قتل جميع سكان القرية في لمحة البصر.

وأضافوا أن الانهيارات بهذا الحجم نادرة جدا، خاصة في غربي السودان، ولم تسجل كارثة بهذا العدد الهائل من الضحايا دفعة واحدة في السنوات الأخيرة.

ووصف مغردون ما حدث بـ”الفاجعة الإنسانية التاريخية”، معتبرين أن هذه من أعنف الكوارث الطبيعية التي شهدتها المنطقة منذ عقود بعد أن أدى الانهيار إلى فقدان نحو ألف شخص، لم ينجُ منهم سوى شخص واحد.

ورأى مغردون آخرون أن انهيار قرية كاملة تحت التراب جاء نتيجة ضعف البنية التحتية وغياب آليات الاستجابة السريعة للكوارث الطبيعية، لافتين إلى أن الأمطار الغزيرة التي هطلت خلال الأسبوع الأخير من أغسطس/آب الماضي كانت السبب المباشر في الانزلاق الأرضي.

ودعا نشطاء الحكومة إلى إعلان جبل مرة منطقة منكوبة، وإجلاء القرى المجاورة المهددة بالانزلاقات، مع سرعة التدخل لمواجهة آثار الكارثة.

كما ناشد السكان المحليون المجتمع الدولي والمنظمات المحلية والإقليمية والدولية، التدخل العاجل والسيطرة على الوضع الإنساني والصحي في المنطقة، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من القرى المهددة بخطر الانزلاقات الأرضية.

من جهته، دعا حاكم إقليم دارفور بالسودان مني أركو مناوي المنظمات الإنسانية الدولية إلى التدخل العاجل لتقديم الدعم والمساعدة بعد كارثة الانزلاق الأرضي في قرية ترسين.

وقال مناوي في منشور على فيسبوك إن ما وقع يمثل “مأساة إنسانية تفوق حدود الإقليم، فقدنا عددا كبيرا من أهلنا في كارثة طبيعية مدمرة”.

وأكد مناوي ضرورة تكاتف الجهود المحلية والدولية لتقديم المساعدة للمتضررين، وإغاثة السكان المحاصرين، والبحث عن المفقودين وانتشال الجثامين، مشيرا إلى أن الدعم السريع قد يخفف من حجم الكارثة ويمنع وقوع مزيد من الضحايا.

وتعد هذه الحادثة جزءا من سلسلة كوارث طبيعية متزايدة يشهدها السودان منذ مطلع العام، إذ تسببت الفيضانات والسيول في خسائر بشرية ومادية في عدد من الولايات، وسط عجز عن الاستجابة الفعالة نتيجة استمرار النزاع منذ أبريل/نيسان 2023.

شاركها.